وضعت شركة ارامكو السعودية أسساً ومرتكزات لإنتاج المعرفة وسبل اكتشافها وإنتاجها بدلاً من استهلاكها في إطار رباعي الأبعاد وهي البحث والتطوير ورأس المال البشري وانتشار المعرفة والبنية التحتية المعلوماتية وريادة الأعمال خلال افتتاحها أمس "المنتدى العالمي لمجتمع المعرفة" بمقر الشركة في مدينة الظهران ومنقول مباشرة لمنظمة اليونسكو في أنحاء العالم والذي يستمر لمدة يومين بهدف الوصول إلى بناء اقتصادي قائم على المعرفة لرخاء المجتمع السعودي. وأكد رئيس ارامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح، حرص الشركة ان يجتمع في هذا المنتدى الأطراف الأربعة الأساسية لبناء منظومة شاملة ومتكاملة لمجتمع المعرفة وهي شركة ارامكو السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا ووزارة التربية والتعليم ووزارة التخطيط والاقتصاد الوطني وهذا سيجعلنا نخطو معا فنحن بحاجة لمزيد من الاستكشاف والبحث العلمي والعصف الذهني للوصول الى تصورات مشتركة وللتعرف على التوجهات المستقبلية والعمل بشكل تكاملي تحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين بالتحول لمجتمع معرفي خلال العشر السنوات القادمة. ولفت الفالح وهو يتحدث لخبراء ومستشارين من دول العالم وطلبة وإعلاميين ومواطنين في قاعة بالقرب من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، ان رؤية ارامكو السعودية ترتكز على إن يكون لها دور في التطور التكنولوجي على مستوى العالم بحلول 2020م، وقال: سارعنا في تنفيذ رؤيتنا بحيث تزايدت براءات الاختراع خلال السنتين الماضيتين وأصبحت ارامكو السعودية تحقق ما معدله 100 براءة اختراع كل عام، كما قمنا بزيادة حجم الإنفاق على أعمال البحث والتطوير بنسبة خمسة أضعاف وزيادة عدد الباحثين في هذا القطاع بنسبة ثلاثة أضعاف. وأشار الفالح أنهم بدأوا قبل سنة في إنشاء شبكة مكونة من ثمانية مراكز أبحاث حول العالم وأسسنا شركة ارامكو السعودية لاستثمارات الطاقة"SAEF" لاقتناص فرص الاستثمار الجريئة والناشئة في تكنولوجيا الطاقة بما يتيح لنا امتلاك التقنية المناسبة وتكون المملكة مصدرا لتصنيعها. وعملنا على تطوير قاعدة وطنية وعالمية صلبة للشراكات البحثية والتعاون مع جامعات ومراكز بحوث مرموقة في المملكة كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة ام آي تي الى جانب دعم وتأسيس عدد من الكراسي الأكاديمية وتأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الوقت الذي نقوم الان بإنشاء وتأسيس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض الذي سيرى النور العام القادم. ونعتزم إنشاء أول حاضنة معرفية في المنطقة الشرقية خلال الثلاثة شهور القادمة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم بطاقة سنوية تستوعب خمسة آلاف طالب ومعلم وننوي الإسهام في إنشاء المزيد من تلك الحاضنات التي ترفع جودة التعليم، موضحا إن حاجات مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة لا تقتصر على إنتاج المعرفة بل تتعداها إلى إتاحتها ونشرها، إلا انه اعترف إن هناك فجوة يجب جسرها لإيصال المعلومات لكافة المواطنين وبالذات الطلبة. لذلك شرعت ارامكو من اجل ردم هذه الفجوة في تأسيس مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي عبر مرافقه المعرفية لأنه يسهم في تقديم إثراء ملموس للوطن كمبادرة "إثراء الشباب" او مبادرة"إثراء المعرفة"، معلنا الاستمرار في تقديم برنامج "إثراء المعرفة" بشكل سنوي في عدة مناطق بالمملكة بدءا من مدينة جدة في يناير 2014م ونستهدف عبر هذا البرنامج الوصول إلى أكثر من 10 ملايين مواطن بحلول 2020م. اما في الإطار الاستراتيجي وهو ريادة الأعمال أسسنا شركة "واعد" وتستهدف خلال الخمس سنوات القادمة دعم وتأسيس 250 شركة صغيرة ومتوسطة منها 50 شركة يتم تمويلها عن طريق رأس المال الجريء. ودعا في الختام مضاعفة الجهد خاصة في مجال التكامل بين القطاع الحكومي والقطاع التعليمي وقطاع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني للوصل خلال العشر سنوات القادمة إلى مجتمع معرفي يكون أحفادنا فخورين به. وفي جلسة نقاش للمديرين التنفيذيين أدارها الإعلامي تركي الدخيل وشارك بها كل من المهندس خالد الفالح، ونائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد السويل ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان والدكتور أسامة حسين المنصوري كبير مستشاري وزير الاقتصاد والتخطيط. حيث أخذ خالد السبتي، الحضور في رحلة تأسيس التعليم من 1344-1444ه، وتوقع أن تظهر النتائج تدريجيا، وقال : إن تميز طلابنا لا يفاجئنا وان طلابنا جاهزون للتغير والتحول لمجتمع المعرفة والإشكالية في المعلم وولي أمر الطالب حتى لا تحدث فجوة في التعليم. ونبه الدكتور خالد السلطان بان التحول إلى مجتمع المعرفة 2020 يجب ان يؤخذ في الحسبان المستجدات حتى لا تكون الرحلة فاشلة ولا نعمل على برامج مهلهلة، حيث أكد على صعوبة قياس مستوى خريجي الجامعات، مطالبا بالتسلح بأسلحة مرنة، متمنيا أن يزيد إنتاج المملكة للمعرفة بدلا من استهلاكه لها، مستشهدا بما حدث لشركة نوكيا التي تحولت في فلندا من شركة أخشاب إلى شركة رائدة في الاتصالات وهذا هو التحول الذي ننشده. ونوه إن مراقبة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة هي رقابة ذاتية من المسؤولين أمام الله وأمام ولي الأمر وان من يطبقها يجعل من نفسه مبادراً وأنموذجاً أمام الآخرين ونحن مع التكامل في التنفيذ، مطالبا بالتركيز على أخلاقيات العمل في المقام الأول للوصول إلى التحول الذي نتمناه جميعا ومن قبلنا الحكومة الرشيدة.