دعا خبراء حضروا افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي في الرياض أمس إلى تفعيل طرق ووسائل تعليم جديدة ومبتكرة لمواكبة مرحلة الاقتصاد المعرفي وتحقيق متطلبات سوق العمل التي تعتمد على المهارة الشخصية وعنصر المبادرة لدى الطلاب. وذكر نائب مدير جامعة ورويك في المملكة المتحدة الدكتور نايقل ترفت، أن الاقتصاد المعرفي بات من أولويات مختلف الدول والحكومات حول العالم، مشيراً إلى أن هذه الأولوية باتت مرتبطة بحل مشكلات كثيرة، كما أن النهوض بها يعتمد على نجاح الخريجين الذين يملكون القدرة والتركيبة العقلية الملائمة لتطوير الواقع وخلق الفرص. وقال ترفت: «الاقتصاد المعرفي حقيقة ماثلة، ويجب على طلابنا أن يعملوا في البحث العلمي منذ السنوات الأولى، وأن يكونوا قادرين على إنتاج المعرفة، وهذا يتطلب العمل على المبادرات، وتطبيق المعايير العالية، واستعراض المهارات التحليلية والفكر النقدي». وأشار إلى أن الجامعات بدأت في الانتقال فعلياً إلى نموذج جديد يعتمد على تقنية المعلومات والمحاضرات الإلكترونية والوسائل الحديثة لتطوير وتحسين التعلم، داعياً إلى إعداد الطلاب لمرحلة الاقتصاد المعرفي، عبر تجريب مختلف الوسائل، والعمل على إظهار أثر البحث العلمي في المجتمع. إلى ذلك، شدد رئيس جامعة أغا خان في باكستان الدكتور شمس لاغا على أهمية إيجاد آلية يمكن من خلالها النهوض بمستوى وعدد أعضاء هيئة التدريس ليكونوا في مستوى النهضة المتسارعة في اعداد المنضمين للجامعات، والالتفات إلى تعزيز القيم بوصفها ملهماً أساسياً لفكرة التعليم وبالدفع قدماً بجهود المسؤولية الاجتماعية التي يمكن أن تقوم بها مؤسسات التعليم العالي لتكريس التنمية والسلم في دولها. واعتبر وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، أن المدن الجامعية في السعودية تحولت بالتخطيط السليم إلى مراكز تنمية شاملة وجذب للعقول والاستثمارات، وبدأت تظهر بصماتها التنويرية والتنموية في محيطها الاجتماعي، مضيفاً أن خطط التعليم العالي كانت قصيرة ومتوسطة المدى، وتحوّلت إلى خطة واضحة على مدى 25 عاماً، بدأ التطبيق الفعلي لها قبل 5 أعوام، وتستند إلى 3 عناصر رئيسية، يتمثل أولها في توفير التعليم العالي للمواطن أينما كان موقعه في البلاد، والثاني يركز على الجودة التي تستند إلى الاعتماد الأكاديمي للبرامج والمؤسسات العلمية، ويتضمن الثالث الشراكات العالمية بين المؤسسات العلمية والبحثية والابتعاث بشقيه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والإلحاق بالبعثة. وأعلن الرئيس المدير التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح عن برنامج جديد يحمل اسم «إثراء الشباب» في أرامكو السعودية، يستهدف الوصول إلى مليوني شاب في مختلف أنحاء المملكة بحلول عام 2020، اعتباراً من شهر حزيران (يونيو) المقبل، لتدريس مبادئ العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، إلى جانب مهارات خاصة بالتعلم المستمر أعدت بما يناسب الفئات العمرية المختلفة، لافتاً إلى أن البرنامج يشمل تقديم 500 ألف ساعة تدريب خلال عام 2012 وحده.