أقام معهد التربية الفكرية للبنات مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة عدداً من ورش العمل للمرحلة التأهيلية وصاحب هذه الورش معرض فني يحوي عدداً من اللوحات التي قامت الطالبات برسمها محاكاة لأعمال فنانين عالميين كما تضمن المعرض سوقاً داعماً لورش العمل عرض منتجات مجموعة من الشركات التجارية والأسر المنتجة بإدارة الأستاذة باسمة الحميدان و إشراف انتصار الجريد المساعدة في المعهد وعن المعرض تقول انتصار المعرض اجتماعي إرشادي توعوي جاءت فكرته من أننا في حاجة لدعم هذه الورش فتواصلنا مع عدة شركات ومصانع تجاوب البعض منهم لرعاية المعرض، كما طلبت بعض المصانع من المعهد ترشيح طالبات لتوظيفهن في المصنع بعد التخرج وقد وجهنا دعوة لمجموعة من الأسر المنتجة لتعريف الطالبات أن هناك فرصاً أخرى غير التوظيف في المصانع تكمن في قدرتهم على العمل والإنتاج مثل تلك الأسر المنتجة فكان من ضمن هذه الأسر من يعمل أساور يدوية وتغليف الحلويات قامت الطالبات بمشاهدتهم ومشاركتهم في أعمالهم، بالإضافة إلى أن إبداعات الطالبات ظهرت في تغليفهم للورد الطبيعي بأوراق السلوفان وبيعها في السوق الداعم للورش مما كان له أثر إيجابي على الطالبات انعكس عليهن في أثناء بيعهن وجمعهن للعوائد المالية الناتجة من بيع أعمالهن، وسيكون ريع هذا السوق عائداً للمعهد كما كان له أثر نفسي عظيم في تغيير روتين العمل واكتساب خبرات جديدة من هذا المعرض تشمل كيفية لبس القفاز والترتيب أثناء التغليف وكيفية البيع والشراء، كما شمل المعرض جهات توعوية إرشادية تتمثل في مشاركة شركات مختصة في العلاج الطبيعي لعرض الأجهزة التي من الممكن أن تحتاجها الأسر، وحضر هذا المعرض الموجهات والمشرفات التربويات وحضرت مجموعة من طالبات المدارس في المعرض وكانت هذه فرصة لطالبات المعهد بالتعرف على أشخاص آخرين، كما أنها فرصة للفت نظر المجتمع لهذه الفئة وتغيير نظرتهم السلبية لهم في أنهم محدودو الإنجاز. وتذكر دينا فطاني معلمة التربية الفنية في المعهد والمشرفة على الركن الفني الذي عرض فيه لوحات الطالبات أن هذه اللوحات مستوحاة من رسومات لفنانين عالميين مثل فان غوخ و بيكاسو و كاندينسكي قامت الطالبات بمحاكاة رسومات للفنانين باستخدام نفس الأدوات التي استخدمت في لوحاتهم، وتضيف "دينا" أن هذه اللوحات عرضت في معرض سابق تحت مسمى "الأصوات الخفية" ورغم الدعم الذي حصل عليه هذا المعرض من أحد البنوك العالمية إلا أنه لم يحصل على حقه من الدعم المحلي ورغم ذلك بيعت جميع اللوحات وبأرباحها تم شراء جهاز للتواصل لذوي الإعاقات المتعددة حتى يتواصلوا مع الآخرين عن طريق حدقة العين والذي كان بتكلفة مئة ألف ريال رغم أن هذا المعرض كان هدفه توعوي للمجتمع بأن هذه الفئة باستطاعتها العمل والإنتاج والوصول للعالمية وتضيف دينا: حتى تنتشر أعمالهم أكثر قمنا بمساعدة عفراء السديري بعمل هذه اللوحات كملصقات وطباعتها على الأكواب والملابس وبيعها حتى تنتشر و يأتيهم دعم من المجتمع لأن هذه الفئة بعد التخرج لا تجد أعمال تنخرط بها رغم مواهبهم المتعددة ودائما ما يعانون من نظرة المجتمع بأنهم "معوقون"رغم أنهم ليسوا كذلك بل هم فقط يواجهون تحديات جسدية وعقلية كما أنهم يعانون من عدم دعم المؤسسات المختلفة لهم بالتدريب أو التوظيف مع أنهم قابلون للتعلم مما يؤثر عليهم نفسيا.