دعي الفرنسيون خلال الفترة الممتدة من التاسع إلى السادس عشر من شهر نوفمبر الماضي للرجوع إلى مكتباتهم وكهوفهم قصد البحث عن وثائق لا تزال أسرهم تحتفظ بها عن الحرب العالمية الأولى. وطلب إليهم حملها والتوجه بها إلى بعض المراكز التي اعتمدت خصيصا لتصوير هذه الوثائق بهدف وضعها في المكتبة الرقمية الأوروبية المتعلقة بذاكرة الحرب العالمية الأولى. وكان هذا المشروع قد أطلق في ألمانيا في العام قبل الماضي ثم عمم على تسع دول أوروبية أخرى قبل إطلاقه في فرنسا مما سمح بجمع 45 ألف وثيقة هامة تسمح للمؤرخين بتوسيع دائرة ما يعرفه الأوروبيون وسكان العالم كله عن وقائع الحرب العالمية الثانية التي نشبت عام 1914 وانتهت عام 1918 وعن ويلاتها وعذاباتها. ومن الأسئلة التي يرغب أصحاب المشروع في الإجابة عنها عبر جمع مثل هذه الوثائق ورقمنتها تلك التي صيغت على الشكل التالي: كيف كان الجنود الذين زج بهم في الخنادق لعدة أشهر يعيشون الفترات الصعبة التي يتعرضون فيها إلى القصف وأحيانا إلى غازات الأسلحة الكيميائية التي استخدمت بكثافة خلال تلك الحرب؟ كيف ساهمت النساء في الأرياف والمدن في إدارة العجلة الاقتصادية وفي صنع الأسلحة التي كانت ترسل إلى الجبهة؟ ما الذي كان يتم التركيز عليه في البطاقات البريدية التي كانت تطبع في تلك الفترة؟ وتجدر الملاحظة إلى أن الحرب العالمية الأولى قد هلك فيها 9 ملايين شخص وأصيب قرابة مائتي مليون آخرين بجروح. وشارك إلى جانب فرنسا في هذه الحرب من العرب 270 ألف جندي غالبيتهم الساحقة من بلدان المغرب العربي قتل منهم ما يزيد عن 35 ألفا. وكان هؤلاء الجنود يوضعون مع الجنود السنغاليين في الصفوف الأمامية وبالتالي فإنهم كانوا في مقدمة الضحايا.