إثر صدور الكتاب الأسود «منظومة الدعاية تحت حكم بن علي» الصادر عن إدارة الإعلام والاتصال برئاسة الجمهورية، أعلن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن استعداده للدفاع عن كل صحفي يثبت الزج باسمه ظلما في الكتاب الأسود أو في إطار الترهيب وتصفية الحسابات وطالب المكتب التنفيذي الذي عبر عن رفضه تشويه ألإعلاميين باستعمال تفاصيل حياتهم الشخصية مما يذكر بممارسات النظام السابق وسلوكيات أجهزته الاستخباراتية عن منح الحق لكل شخص في الدفاع عن نفسه. وحذر من استهداف الصحفيين والإعلاميين على أساس ما تضمنه الكتاب الأسود. كما دعت نقابة الصحفيين إلى كشف الحقيقة في إطار استراتيجية شاملة أساسها المحاسبة ومن ثمة المصالحة من أجل البناء الديمقراطي مستنكرة عملية فضح الإعلاميين والمثقفين دون غيرهم من الضالعين في تركيز الاستبداد والفساد معتبرة هذه الانتقائية محاولة أخرى لضرب حرية التعبير والصحافة والإبداع وتركيع الإعلام والهيمنة عليه. وردا على موقف نقابة الصحفيين من الكتاب الأسود قال عدنان منصر الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية أنّ رئاسة الجمهورية لا تمتلك شيئا اسمه قائمة سوداء كي يقدم إلى النقابة جاهزا بل هناك ارشيف احتاج جهد شهور ليحفظ ويدرس من قبل أرشيفيين وإداريين. وقال أنّنا لم نر إصرارا من النقابة للحصول على هذا الأرشيف بل كانت المطالب خلال فترات تتزامن مع انتخاباتها الداخلية ثمّ تصمت نهائيا. وعن تهمة الاستغلال السياسي لهذا الكتاب لاستمالة الصحفيين ووضعهم في بيت الطاعة قال منصر: أتحدى أي كان في قطاع الإعلام أن يقول إنّ رئاسة الجمهورية حاولت أن تستميله بأيّ شكل من الأشكال، انّ من يريد أن يستميل يلتقي وجها لوجه على انفراد وليس في العلن. يذكر أن رئاسة الجمهورية أصدرت «كتابا أسود» بعنوان «منظومة الدعاية لحكم بن علي» في 354 صفحة تضمن قائمات اسمية ل500 بين صحفيين تونسيين وأجانب ومبدعين ورجال سياسة وفكر متهمين بالتورط في منظومة فساد في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي استنادا الى وثائق سرية من الأرشيف الرئاسي تبيّن مدى تورطهم في المنظومة وكشف ما حصلوا عليه من مكافئات وهبات جزاء خدمات قدّموها لتلميع صورة نظام بن علي داخليا وخارجيا أو مقابل تقارير خاصة للرئاسة ضد المعارضين من سياسيين ونقابيين وناشطين وصحفيين. هذا وعلمت «الرياض» أن العديد ممن تم ذكرهم في الكتاب الأسود قد قاموا بنشر قضايا لدى المحاكم ضد الرئيس المنصف المرزوقي ومستشاره الإعلامي عدنان منصر ومن كشف عنه البحث بتهم جرائم نشر بدون موجب قانوني.