عندما نطلق كلمة اسطورة على أي شخص مبدع، فإنها لا تٌعطى هبة أو منحة من أحد لهذا الشخص سواء كان قائدا أو مخترعا أو ممثلا أو كاتبا أو أي إنسان آخر مبدعا في عمل ما، وأنا هنا سيكون موضوعي رياضيا، وبالتحديد حول لاعب كرة القدم وكيف يحق لنا أن نمنح لاعبا لقب هذه اللعبة بالأسطورة لها طبعا معطيات من هذه المعطيات الانجازات لهذا اللاعب على مستوى ناديه والمنتخب؟، وعندما نريد أن نطلق على لاعب اسطورة في السعودية فإن سامي الجابر هو الأحق بهذا اللقب، فهو حقق مع ناديه بطولات لم يحققها لاعب آخر، وتمثيله لمنتخب بلاده في أربع بطولات كأس العالم وسجل في ثلاث منها وهو اللاعب العربي الوحيد الذي حصل على هذا الشرف، مضافا لهذه الانجازات التي ذكرت فهو اللاعب العربي الوحيد الذي يجيد أربع لغات، ويملك ثقافة رياضية واسعة ومكر رياضي كبير، واستشهد بشهادة معلق رياضي كبير في قناة الجزيرة الرياضية خلال مقابلة له مع إحدى المحطات عندما قال بالحرف الواحد (لم أشاهد لاعبا عربيا على مر التاريخ مثل اللاعب سامي الجابر لما يملكه من ثقافة رياضية ومكر رياضي عال)، وهذه الشهادة من رياضي ومعلق وهو المعلق رؤوف أخليف، وعندما تأتي هذه الشهادة من عملاق محايد فهذه الشهادة هي التي يجب علينا أن نعتبرها ونبني عليها أحقية هذه الأسطورة الحقيقية التي تثبتها الأرقام ولم تثبتها الأحلام، أنا على يقين لو أن كان سامي لاعبا في أحد الدول الأوربية وحقق هذا الانجاز له ولبلده لصنع له مجسما في أحد الميادين. وأنا هنا اليوم أطلب من رعاية الشباب والرياضة في بلادنا بان نقدم له والذي حقق هذا الإنجاز للسعودية عبر تمثيلة منتخب بلاده أربع مرات في كأس العالم تكريما يليق به، إذا علمنا بأن رعاية الشباب كرمت أبطال الراليات وألعاب القوى وهذه الإلعاب لا ترتقي لبطولات كأس العالم لكرة القدم. وفي الأخير سأمر على موضوع تدريب سامي لنادي الهلال هذا الموسم، أنا على يقين بقدرات سامي التدريبية الكبيرة فاعتبره مدربا كبيرا وأحب أن أوضح لجمهور نادي الهلال العزيز ليس شرطا أن يحقق سامي بطولة الدوري فكل الفرق تريد تحقيق البطولة وتعبت من أجل ذلك وصرفت أموالا طائلة وجلبت مدربين كبار، وها هو الأهلي لديه أفضل مدربي أوروبا وخسر من التعاون، فهل هذه الهزيمة تقلل من مدربه؟، أبداً كرة القدم علم غير ثابت وفيها كل المفاجآت، فبعد هزيمة الهلال من النصر وتعادله مع الشعلة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وسلوا سيوفهم وسكاكينهم على سامي الجابر وهو لم يمض عليه في التدريب ستة أشهر، وسأضرب مثالا بمورينو الذي لا يشكك أحد في قدراته وقد حصل على أفضل مدرب في العالم العام الماضي لم يحقق مع الريال غير بطولة واحدة وهي كأس السوبر الإسبانية، وخرج من دوري أوروبا ولكنه حقق كأس أوروبا مع الأنتر وبورتو، هل نطلق عليه مدربا فاشلا؟، مثال آخر: أتذكر عندما أبرم فريكسون عقدا مع نادي مانشستريونايتيد وضع شرطا قبل توقيع العقد وهذا الشرط هو ان لا احد يطلب مني بطولة قبل خمس سنوات وبعدها يكون الحساب، فصبروا عليه وكان في الموعد، إذ قام بالعمل الصحيح وحقق البطولات وان لم تخن الذاكرة فقد حقق أكثر من 30 بطولة، أرجو ألا تقسوا على سامي ودعوه يعمل ولا تستعجلوا النتائج وحتما سترون ما يسركم في الأيام المقبلة.