كشفت نتائج استطلاع حول التصنيفات الفكرية في المملكة قام به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبر وحدة استطلاعات الرأي العام بأن نسبة (63.8 %) من المجتمع يرون بأن التصنيفات الفكرية أمر طبيعي ويجب أن ننظر إليه بإيجابية. وحدة استطلاعات الرأي العام اعتمدت في الدراسة على المقابلات الهاتفية التي شملت عينة عشوائية حجمها (1026) شخصاً يمثلون نماذج سكانية من مواطني المجتمع السعودي لجميع محافظات المملكة وعددها 13 محافظة، وغطت الدراسة الأفراد لسن 18 سنة فما فوق. وأجريت المقابلات الهاتفية وجمع بيانات أفراد العينة بالاعتماد على الهاتف الجوال (المحمول)، وتم اختيار الأرقام الهاتفية عشوائياً باستخدام برنامج حاسوبي مصمم خصيصاً لهذا الغرض. تقارب النسب يعزز عدم وضوح الرؤية في تأثير التصنيفات على الوحدة الوطنية وبسبب حداثة موضوع الدراسة على الساحة الاجتماعية، حرصت الدراسة على صياغة الأسئلة بعناية من خلال فريق عمل يضم أكاديميين متخصصين إضافة إلى ذلك، تمت تهيئة أعضاء فريق العمل وتزويدهم بالمعلومات الكافية حول موضوع التصنيفات الفكرية والمقصود بها، وتم حصر الاستفسارات والأسئلة المتوقعة والإجابة عليها، ومن ثم تدريب الفريق على كيفية الرد بأسلوب موحد على الاستفسارات الهاتفية، وذلك لضمان البعد عن التحيز في كيفية إلقاء الأسئلة أو الإجابة على اي من الاستفسارات المتوقعة وتم تحديد خمسة محاور أساسية وطرحها على عينة الدراسة لقياس آرائهم ورؤيتهم حول الأبعاد ومغذيات التصنيفات الفكرية، وبلغت نسبة الذكور المشاركين في الدراسة (51.5 %) في حين بلغت نسبة الإناث (48.5 %)، كما بلغت أعلى نسبة لمن مستوى تعليمهم الثانوية فما دون (58.4%)، ونسبة (39.6 %) ذوي التعليم الجامعي، ونسبة (2%) من حاملي شهادة الماجستير والدكتوراه (دراسات عليا). يذكر أن اكبر نسبة لأفراد العينة كانت أعمارهم بين 18 - 30 سنة حيث بلغت النسبة (54.5%)، تليها نسبة (33 %) للفئة العمرية بين 31 - 40 سنة، في حين كانت نسبة من أعمارهم 41 سنة فما فوق (12.5 %). ويتضح من خلال نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى في المجتمع السعودي يرون بأن وسائل التواصل الاجتماعي "كتويتر" و"اليوتيوب" وغيرهما ساهمت في توسيع دائرة التصنيفات الفكرية وظهور تصنيفات جديدة، حيث بلغت نسبة المؤيدين (85.5%) كما تبين نتائج الاستطلاع بأن نسبة (68.6%) من المجتمع لديهم قلق حول الآثار المترتبة على وجود مثل هذه التصنيفات، بل ويرون بأن هناك حالات عداء وتنافر بين فئة وأخرى، ويتضح ذلك عندما تم طرح العبارة التالية التصنيفات الفكرية في الوقت الراهن أصبحت تسبب التٌنافر بين أفراد المجتمع. وحول سؤال "تسهم التصنيفات الفكرية في إضعاف الوحدة الوطنية"، أجاب (53%) من أفراد العينة ب "موافق"، بينما شكلت نسبة المحايدين وغير الموافقين معاً (47%) ويتبين تقارب النسب بين الفئتين مما يعزز عدم وضوح الرؤية في مدى تأثير التصنيفات الفكرية على الوحدة الوطنية، وقد يدعم ذلك عدم اقتناع "المحايدين وغير"الموافقين"بوجود ظواهر محددة تسيئ أو تؤثر بشكل كبير على الوحدة الوطنية. وأشارت الدراسة إلى أن نسبة (79.5%) من أفراد العينة يرون بأن التصنيفات الفكرية تساعد في التعرف على توجهات الأشخاص. وبالتالي، فإن تصنيف الشخص ضمن فئة أو فكر معين يساعد المجتمع على معرفة بقية توجهاته ومواقفه تجاه العديد من القضايا.