تناقص اعداد الابل المتواصل في شتى ارجاء المملكة المختلفة يضعنا امام جملة من الاستفهامات العديدة!!! فهذا النقص الذي قد لا نشعر به والذي اثبتته الدراسات والمسوحات العديدة يجعلنا نبحث عن السبل الكفيلة للحد منه.. فقد تراجعت اعداده من اربعمائة وخمسين الف رأس الى ثلاثمائة وسبعين الف خلال سنتين.. وان كانت تلك الاحصاءات غير دقيقة نوعاً ما.. فإن ذلك مؤشر خطير يدل دلالة واضحة على اهمالنا المتواصل بذلك الكائن الحي الذي قد لا يحتاج منا الى توضيح الفوائد الجمة المعروفة عنه.. ويكفي ما ذكر عنه في القرآن العظيم.. وكنت اتناقش مع أحد المختصين في هذا المجال والذي اجرى دراسات مستفيضة عنه فانتهى حديثنا الى ان من ابرز المعضلات والمشكلات التي تواجه ان هناك افتقاداً لخطة وطنية شاملة تبحث موضوع «الابل» للارتقاء به كثروة وطنية مهمة مثلما هي التمور!!! بل ان الابحاث التي تناولته مع تقديرنا لها ليست ابحاثاً متعمقة وتفتقد للبيانات الاحصائية ويبدو ان هناك صعوبات تواجه الباحثين الذين قد يفتقدون للتمويل الكافي بالنظر الى المساحات الشاسعة في ارجاء مملكتنا الغالية.. بل ان تحديد اصول الجمال الوراثية مهددة هي الاخرى.. خاصة وان الجزيرة العربية الموطن الاصلي لها، فكل ما نقرأه هي جهود فردية يعتريها المنظور التطويري والاستراتيجي البعيد المدى بحسب الدكتور منصور الكريديس، ولعل ما يلفت الانتباه كذلك ان المراكز البحثية القائمة في المملكة ورغم الجهود والحماس الذي يغلف القائمين عليها.. فإنها قد تفتقد لخبراء متخصصين ناهيك عن الدعم المادي الذي أشرنا اليه.. وفي زاوية اخرى جديرة بالطرح فإن هناك اقبالاً ضعيفاً على الاستثمار في مجال الابل باستثناء شركة او شركتين زراعيتين نجحت في تقديم بعض مشتقاته التي يتلهف عليها المستهلكون لمعرفتهم بالفوائد المتوخاة منها.. وهنا وبحسب تتبعي لبعض الجوانب الزراعية ان الجهات الرسمية لن تمانع على الاطلاق نحو دعم اقامة مثل هذه الاستثمارات وان كانت البدايات ستكون صعبة.. ولكن بتكاتف الجهود والعمل الدؤوب والمخلص والحس الوطني نستطيع الوصول للاهداف المتوخاة بإذن الله تعالى، ونبهني ذلك المتخصص الى ما قام به الاستراليون في الآونة الاخيرة حينما ادركوا الاهمية الاستراتيجية للابل وما تمتلكه من طاقات انتاجية هائلة فاطلقوا جمعية تعز به بل ان الاقبال الهائل على الانتساب لها وازدياد اعضائها جعلهم يكثفون البحث عن السبل الكفيلة لجعلها فرصاً استثمارية ناجعة وواصلت تلك الجمعية تسويق لحومها سواء كانت حية أم مذبوحة واصبحت لحومها تستهلك داخلياً بشكل متزايد فضلاً عن التصدير الخارجي.. ويذكر الاستراليون بأسف ما كانوا ما يقومون به سابقاً عن اعدامها وابعادها عن المزارع اعتقاداً من قبل الهيئة الوطنية الاسترالية لأمراض القلب.. فما الذي قمنا به تجاه الابل؟! سؤال عريض نظل ننتظر اجابة شافية حوله؟! بعدم جدواها؟! فقد تنبهوا وذهلوا بانخفاض نسبة الكلسترول والدهنيات مقارنة بلحوم الحيوانات الاخرى... بل ان المفاجأة ان لحمي الغنم والبقر يحتويان على دهون ما يعادل خمسة اضعاف لحم الحاشي.. وغيرها.. واصبحوا يسوقونه على انه غذاء صحي معترف به ايضاً.