لا تزال عملية التمشيط الضخمة التي يشنها الجيش الجزائري ،منذ الاثنين الماضي، في جبال ليدوغ بولاية عنابة (600 كلم شرق العاصمة)، حيث خلفت مقتل عشرات الإرهابيين وتدمير مخبأين بالإضافة إلى اكتشاف مقبرة جماعية. وحسب شهادات مواطني منطقة واد العنّاب، فان ما يربو عن 2000 من القوات الخاصة تدعمهم الطائرات المروحية، قد شاركوا في هذه العملية الضخمة التي استهدفت قواعد الجماعة السلفية للدعوة والقتال في جبال ليدوغ. وحسب تقديرات الأمن الجزائري، يقدر عدد الإرهابيين الذين ينشطون بهذه المنطقة ذات التضاريس الوعرة ما يقارب 40 إرهابيا يقودهم مزهود محمد الطاهر المدعو «خبيب أبو معاذ»، يتحركون على محور سرايدي - شطايبي مرورا بواد العناب، ونظرا لصعوبة هذه المنطقة فقد كان اللجوء إلى المروحيات ضروريا لدك حصون الإرهابيين، بل أيضا من اجل التفجير عن بعد لمئات القنابل التقليدية الصنع التي زرعها عناصر الدعوة والقتال على كامل محيط قواعدهم في هذه الجبال. وأكد شهود عيان من سكان المنطقة أن ما يناهز 20 صاروخا أطلقتها مروحيات الجيش صبيحة الاثنين الماضي، وتم في نهاية اليوم إلقاء القبض على إرهابيين اثنين، كما اكتشفت قوات الجيش أربع جثت متفحمة لإرهابيين يوم الثلاثاء. واكتشفت قوات الجيش أيضا مخبأين ومقبرة جماعية لأطفال ، بالإضافة إلى العثور على ملابس نساء و أطفال ومواد غذائية في مخابئ التي يمكن أن تتسع ل20 شخصا، مما يعطي الانطباع بان هؤلاء الإرهابيين كانوا يعيشون في هذه الجبال رفقة عائلاتهم. تجدر الإشارة إلى أن التنظيم الإرهابي المسمى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» قد أعلن موقفه مؤخرا من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث رفض كل محاولة ترمي إلى وقف نزيف الدم أو استتباب الأمن وعودة السلم إلى الجزائر، كما دعت أيضا إلى نقل نشاطاتها إلى التراب الفرنسي لاستهداف المسؤولين الجزائريين في فرنسا.