الاتحاد الدولي للاتصالات يشيد بجهود السعودية لتنظيمات الاقتصاد الدائري الرقمي    هيئة تنظيم الكهرباء و هيئة المياه توجّهان مقدمي الخدمات بتوثيق وربط العدادات بالمستفيد الفعلي    وزير البلديات والإسكان يكرم المربع الجديد لرعايتهالمنتدى السعودي للأبنية الخضراء    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الثالثة لمساعدة الشعب اللبناني    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    عودة بونو إلى الهلال    مدرب البحرين يُعدد صعوبات مواجهة السعودية    الاتفاق يستأنف تدريباته بجمل تكتيكية خاصة للمهاجمين والمدافعين    الاستيراد الثقافي كسل فكري    لرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية: العلاقات السعودية-الصينية "لم تكن يوماً أفضل مما هي عليه اليوم"    "تراحم القصيم" توقع اتفاقية لتقديم خدمات قانونية لمستفيديها    تجمع القصيم الصحي: مستشفى البدائع يواصل خدماته الصحية    مؤشرات البورصة الأمريكية تغلق على ارتفاع    استقرار الأسهم الأوروبية    الاضطرابات في البحر الأحمر تنعكس سلباً على التجارة العالمية    «الإيقاف» يهدد كادش والمالكي    288 سعودية يباشرن 8 آلاف قضية يومياً.. إخلاء العقارات و«العمالية» في الصدارة    نجوم الأخضر يتعاهدون على «النصر» أمام البحرين    مسيرة الخير والعطاء    التكنولوجيا الحيوية.. هل تخفض الوفيات المبكرة إلى النصف بحلول 2050 ؟    خزان «الفيب» يحول السجائر الإلكترونية إلى الوفاة    رؤوس «دش الاستحمام» و«فرش الأسنان» خطر قاتل.. احذروهم !    العين يطرح تذاكر نخبة آسيا .. و5% من سعة الملعب لجماهير الهلال    روسيا تسيطر على قرية ليفادني الأوكرانية    إسرائيل تصطاد المدنيين    وزير الصناعة يناقش تعزيز التعاون التعديني وحلول الطاقة النظيفة في إيطاليا    المدير العابر للأجيال    تنمية المسؤولية المجتمعية مطلب ديني وطني    أنين الاختناق المروري !    هل ننتظر حرباً إقليمية؟    الرئيس المَلاك!    نائب أمير المدينة يرعى الحفل الختامي ل «معسكر ورث»    تفريغ الأوطان.. إعادة تشكيل الديموغرافيا    طرح تذاكر عرضَي «كراون جول» و«WWE RAW»    الأخضر تحت 21 عاماً يتغلّب على الإمارات في ختام المعسكر الإعدادي    أمير القصيم يدشن ويضع حجر الأساس لمشاريع جديدة بتكلفة4 مليار ريال    تعليم الطائف يدشن حملة للكشف المبكر عن السرطان    تكريم التشكيلية السعودية نوال العمري في «هوليوود الترفيهية» بشرم الشيخ        منتدى «عبقر» الشعري ينظم أمسية شعرية في جدة    أمسية «اقتصاد المسرح».. تسلط الضوء على حوكمة القطاع    مباحثات تنموية بين أمانة الرياض ومجلس التخطيط العالمي للمدن    أمير حائل يهنئ مدير مكافحة المخدرات    تكريم 300 مدرسة متميزة على مستوى المملكة    المملكة تدعم «الأونروا»    70 دولة في ملتقى الصحة العالمي بالرياض    أمير الرياض يتسلم تقرير الأمن الصناعي.. ويطلع على جهود الجمعيات الأهلية    وزارة الإعلام تعلن عن النسخة الخامسة من جائزة التميُّز الإعلامي2024    أمير القصيم يؤدّي صلاة الميت على محافظ عنيزة السابق    استئصال 30 ورمًا ليفيًّا من رحم سيدة في مستشفى الرس    "فرع الإفتاء جازان": ينظم مبادرة "الشريعة والحياة" بالكلية الجامعية بمحافظة جزر فرسان    " نسك" أول منصة سعودية تتيح خيار التخطيط والحجز وعيش تجربة العمرة أو الحج    استمرار هطول الأمطار بدءا من اليوم حتى الجمعة على عدد من المناطق    استعدادات لمسابقة خادم الحرمين لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية في موريتانيا    محمية الملك سلمان تحتفل بتسجيلها في القائمة الخضراء    جازان: مساجد بلا صيانة.. مَنْ المسؤول ؟    صديقي الوزير    أمير الشرقية يعزي أسرة الدوسري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الكريسماس» ليس السبب في كارثة «تسونامي»
اعتبر العمليات الإرهابية في المملكة فتنة.. شيخ الأزهر في لقاء جريء مع «الرياض»
نشر في الرياض يوم 15 - 01 - 2005

رفض شيخ الأزهر الدكتور محمد طنطاوي ربط حدوث زلزال تسونامي باحتفالات أعياد رأس السنة «الكريسمس» لافتاً إلى «أن مثل هذه الأحداث الكونية تحدث بمشيئة الله في أي مكان للمسلمين وغير المسلمين».
وفي حديث ل «الرياض» حث شيخ الأزهر مساعدة المنكوبين دون تردد وذلك احتراماً للإنسانية.
وفيما يتعلق بالعراق رأي طنطاوي انه لا يوجد جهاد هناك بل إن كل ما يحدث من قتل وتدمير وتفخيخ سيارات واستهداف العراقيين هو جريمة نكراء.
وزاد شيخ الأزهر قائلاً: إلى أن قتل المسؤولين العراقيين بحجة التواطؤ مع الاحتلال حرام ويستحق فاعله القتل.
وتساءل لماذا هذه الدماء والعراقيون انفسهم من رحب بقوات التحالف لوقف ظلم صدام حسين..
ودعا سنة العراق المشاركة في الانتخابات وصولاً لتشكيل حكومة شرعية تعمل على اعادة السيادة والقانون.
ووصف شيخ الأزهر المخاوف من قيام هلال شيعي «بالبغيضة والمقيتة» مؤكداً انه غير قلق من وصول شيعة العراق إلى سدة الحكم، كاشفاً عن تواصل بين علماء من الشيعة والازهر بهدف التقريب.
وعلى صعيد أزمة الاقباط في مصر وبعد اشهار السيدة قسطنطين زوجة الكاهن المصري إسلامها نفى أن يكون للازهر علاقة أو دور مشدداً على انه لا فرق بين مسلم وقبطي في الواجبات الوطنية.
وفي الموضوع الفلسطيني جدد شيخ الأزهر موقفه من العمليات التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين معتبراً ذلك انتحارا وليس استشهاداً.
ونفى أن يكون اجتماعه بالحاخام الإسرائيلي اتفاقا على مبدأ الصهيونية لافتاً إلى انه مجرد حوار ونقاش الهدف منه المطالبة بوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
واعتبر طنطاوي في معرض حديثه ل «الرياض» العمليات الإرهابية التي تحدث في المملكة فتنة اساءت إلى الإسلام أمام العالم.
وفي نهاية حديثه استنكر قتل المخرج الهولندي على إسلامي بسبب فيلم الخضوع مبيناً إلى أن القضاء لابد أن يقول كلمته.. وفيما يلي نص الحوار:
٭ في البداية.. يمر العالم الإسلامي بمرحلة حساسة ومفصلية فيما يتعلق بالصاق تهم الإرهاب به في تصوركم.. كيف يمكن للمؤسسات الدينية عكس غير هذه الصورة أمام الحضارات الأخرى؟
- أقول في هذا بأن الحياة معركة والدين الإسلامي لم يتعرض للأذى والهجمات الباطلة في هذه الفترة وانما تعرض لذلك منذ أن أوجد الله سبحانه وتعالى هذا الكون.
وفي إعتقادي أن هذه الاتهامات بعيدة كل البعد عن الحقيقة لاعتبارين أولهما أن الإسلام دين جميع الأنبياء فعندما خاطب الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام قال: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين}.
ومن قبل سيدنا إبراهيم تجد أيضاً نبينا نوح وهو الأب للبشرية حيث قال سبحانه وتعالى في حقه: {وأمرت أن أكون من المسلمين}.
إذاً دين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده، وعندما نقول دين الإسلام الدين الذي يأمر باخلاص العبادة لله الواحد القهار وبالإيمان برسله وعلى رأسهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا نفرق بين أحد فمنذ عهد سيدنا نوح وبعد بل وعندما بدأت الإنسانية من أب وعدد من الأخوة وجدنا أحد الاخوين يقتل الآخر فهذه الحياة معركة، نحن لا نتزلزل ولا نرتعد ولا نخشى تلك التهم الكاذبة وانما وظيفتنا ان ندحضها وان نبين للناس بأقوالنا وافعالنا وسلوكنا ومعاملتنا للمسلمين وغير المسلمين وان نبين لهم اننا نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا وان الدين الإسلامي يعطي كل ذي حق حقه وانه يمد يده الى كل من يريد السلام اما الذين يصفون الإسلام بأنه دين لا يفرق بين الجهاد والإرهاب نقول لهم كذبتم الجهاد الفرق بينه وبين الإرهاب كالفرق بين السماء والأرض.
الأمر الثاني ان الجهاد في الإسلام لم يشرع الا من اجل الدفاع عن النفس والعرق والوطن وايضاً لنصرة المظلوم ونقرأ في سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من العبرة والمثالية ففي غزوة بدر شرع الجهاد دفاعاً عن حقوق المسلمين وفي غزوة احد لم يأذن بالجهاد الا عندما وصل المشركون على مشارف المدينة.
٭ رغم ما ذكره سماحة الشيخ.. الا اننا امام واقع ملموس فتجد وراء كل عملية إرهابية جماعات إسلامية الى ماذا تعزون ذلك؟
- انا كما ذكرت الفرق بين الجهاد والإرهاب كالفرق بين السماء والأرض هما نقيضان لا يجتمعان وأحب ان اقيم الدليل بأن غزوات الرسول كانت للدفاع ففتح مكة جاءت من اجل نصرة من ظلم من قبيلة خزاعة بعد اعتداء المشركين عليهم.
اما الإرهاب فهو عدوان على الآمنين وتخريب لما أمر الله سبحانه وتعالى بتعميره وعندما نجد ان فئة من المسلمين قاموا بأعمال إرهابية كتدمير برج التجارة العالمي وتفجير القطار في مدريد وغيره من الأعمال المشينة نحن نقول ان الإسلام بريء من ذلك ومن قام بهذه الجرائم معتدون وإرهابيون وهو عدوان ظالم وسافر وكذلك كل من يعتدي على ممتلكات غيره دون وجه حق سواء كان العدوان من مسلم أو غيره لا فرق لأن الفضائل لا تتجزأ وايضاً الرذائل لا تتجزأ.
٭ لكن هذه الفئة التي تمارس العنف ضد الغرب لها من يؤيدها وتحظى بشعبية عند أطراف كبيرة في العالم الإسلامي؟
- المشكلة ان هناك عقولاً التوت فلما التوت جعلت الحق باطلاً والباطل حق ويؤسفني ان اقول بعض هذه العقول ايضاً تنسب الى الإسلام هل لدى من قام بالإرهاب أي دليل من القرآن والسنة النبوية ومن اقوال الفقهاء.. لا طبعاً فهم انحرفت عقولهم وانساقوا وراء اهوائهم وبرمجت افكارهم بجهل وبدون جهل خلف الظلاميين والمتحجرين.
ولا يمكن القول ان الخطاب المتطرف يقابل في العالم الإسلامي من الاكثرية بالقبول وانما يقابل من الاقلية الذين اهواؤهم تتفق مع الآراء الضالة.
٭ هناك آراء تؤيد تجديد الخطاب الديني كي تجعله يواكب التطورات وأحداث متسارعة يعيش العالم المعاصر.. هل توافقون ذلك؟
- الخطاب الديني يجب ان يكون متطوراً ومجارياِ للاحداث هذا اتفق عليه العقلاء لكن يجب ان يكون هذا الخطاب المتجدد مرتكزاً على القرآن والسنة وعلى الحقائق وليس على الخرافات وكل مجالات الاحداث والرد عليها وعلى ما من شأنه ان يجعل العقول تتفتح على الحق وتتعرف على العلوم الحديثة وتعمل بهذا العلم النافع.
٭ شهدت المملكة اعمال عنف خلال السنة الماضية ومرت مصر بنفس الظروف تقريباً في التسعينات.. في تصوركم كيف يمكن المقارنة بين الفترتين؟ وماذا تقول لمن يمارس مثل هذه الأعمال؟
- الحقيقة ليست المملكة الوحيدة التي ظهر فيها اولئك الذين ابتعدوا عن الحق ولم يفهموا الإسلام فهماً صحيحاً وانما يوجد تقريباً في جميع دول العالم مثل هذه الفئات، والحياة منذ ان اوجدها وعي معركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر واذا كان الناس لم يتفقوا في هذا الكون على وحدانية الله سبحانه فلا تستبعد عندما تراهم يختلفون فيما بينهم ونحن نعلم بأن من سنن الله في خلقه أن الحق هو الباقي وأن العدوان مهما انتفش فهو في زوال، ونحن نقول إن المملكة على رأس الدول التي تزدهر فيها الفضائل وتضمحل فيها الرذائل وأن الذين يسيئون اليها بأي لون من ألوان الاساءة سواء عن طريق العدوان على الآمنين عن طريق التخريب عن القتل لهم سيكون مصيرهم إلى الانتهاء لأن المملكة فيما أعطاها الله سبحانه وتعالى من خير وفير ومن دعوة إلى نبذ الرذائل والتحلي بالفضائل لابد بإذنه أن تكون كلمتها هي العليا وكلمة الذين يعتدون عليها هي السفلى وتلك سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا ومن الوسائل التي يغلب فيها الحق على الباطل ان كثيرا هو عدد الذين يؤيدون الحق ويدافعون عنه بشجاعة وباخلاص وغيره وان ما يحدث في المملكة من أعمال تخريب وتدمير وكما حدث في مصر انما هو فتنة لابد أن نحاربها من أجل سلامة بلادنا وأمننا من خلال اتخاذ الحق مرجعا امام هذه الأمور.
٭ في رأيكم هل واجه الاسلام صعوبات امام الغرب بعد مقتل المخرج الهولندي جوخ من قبل أحد المسلمين في هولندا وهل يجوز قتله بعد فيلم «الخضوع» الذي عكس صورة سيئة عن الاسلام خصوصا فيما يتعلق بسلب الحقوق من المرأة وما إلى ذلك؟
- انا ضد القتل بأي صورة من الصور الا من أمر الله سبحانه وتعالى بقتله حيث قال {..من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً..} الخ.
هنا القضاء يقول كلمته والجهات الأمنية تنفذ ما يقوله القضاء ولو كل شخص أراد ان يفعل ما يوجب القتل دون الرجوع إلى الأنظمة لأصبحت المسألة فوضى.
٭ لكنه أساء للاسلام؟
- ولو فتحنا الباب على مصرعيه لكل من يعمل بوجوب القتل لأصبحنا في فوضى عارمة.. العلماء والقضاء هم الذين يصدرون الحكم وعلى الجهات الرسمية تنفذ ذلك.
٭ في الموضوع العراقي.. كان لكم رأي ان القتال هناك ليس جهادا.. لماذا؟ ألا يوجد محتل هناك؟
- ما أظن عاقلا يقول بأن ما يحدث في العراق من قتل العراقي للعراقي وما يحدث في العراق من تدمير ممتلكات الدولة ومن تخريب لها ومن تفجير السيارات المفخخة للمساكن ما أظن عاقلا سواء كان مسلماً أو غير مسلم يقول بأن هذا جهاد.. هذا تخريب ومن يقوم به ارهابيون يستحقون القتل.
٭ لكن هناك من يقول داخل العراق انهم يدافعون عن أنفسهم من الآلة العسكرية الأمريكية؟
- ابداً هذا كلام غير صحيح.. فلنكن على وضوح العراقيون هم من طلب مجيء القوات الامريكية لتنقذهم من ظلم صدام حسين ونحن رأينا وزير الاعلام الصحاف قال سندمرهم وبعد دقائق وجدنا العراقيين يسقطون تمثال صدام حسين معلنين فرحتهم وبهجتهم.
إن ما يحدث في العراق من قتل وتدمير وقتل مسؤولين هو جريمة وليس جهاداً.
٭ حتى المتعاونين مع قوات الاحتلال لا يجوز قتلهم؟
- هذا اجرام.. اجرام ومن يقوم بهذا فهو زعيم الارهابيين لأنه من يقول بوجوب قتل من تضامن مع المحتل فهو كاذب لأن العراقيين بأنفسهم فتحوا أبوابهم للقوات الأجنبية كي ينقذوهم من الحكم البائد..
ولو أن العراقيين سألتهم عن خروج القوات الأجنبية لما ارادوا ذلك لأن بخروجهم سوف تنشب حرب أهلية لابد من وجودهم حتى اجراء الانتخابات وبعد ذلك تقوم مؤسسات الدولة ويتحقق الأمن بعد ذلك يرحلون هذا كلام العراقيين نرد عليهم انهم خونة... لا طبعا كل من يقتل العراقي هو مجرم وارهابي وانا أحكم عليه بالقتل ولا استطيع ان احكم على عراقي بانه متواطئ مع الاحتلال؟
٭ ماذا ترى في مقاتلة قوات الاحتلال اذاً؟
- الذي يقاتل المحتل هذه قضية ثانية يجب ان تحرر المسائل.. لكن من يقتل المدنيين العراقيين بحجة انه تعاون مع الاحتلال فهذه جريمة.
٭ تبقى ثلاثة اسابيع لبدء الانتخابات في ظل مقاطعة سنية ماهو موقفكم؟
- ان اجراء الانتخابات هي خطوة لتحقيق حكومة شرعية تمارس الأعمال المنوطة بها باستقلال وبالتالي يساعدها على إنهاء الاحتلال واسترداد القانون ومن ثم يبسط الأمن هذا ما اعتقده، وانني أطالب كافة الشعب العراقي بكل طوائفه المشاركة في الانتخابات لوضع حد للعنف المتزايد، سواء كانوا السنة أم الشيعة أم الأكراد والتركمان الجميع يجب أن يشارك في الانتخابات لانقاذ العراق.
٭ هناك مخاوف من وصول الشيعة إلى سدة الحكم في العراق.. وقد أصدرت قيادات في العالم العربي تحذيرات من قيام «هلال شيعي» بالمنطقة؟
هل أنتم قلقلون ايضا؟
- انا عشت في العراق «5» سنوات «1964» الى «1968» وحضرت جزءا من حكم عبدالكريم قاسم وكل حقبة عبدالرحمن عارف وجانبا من حكم حسن البكر وصدام حسين، فأنا شهادتي امام الله وكنت مدرسا في جامعة البصرة في ذلك الوقت لا أفرق بين سنة وشيعة الجميع مسلمون يأتي الحكم بعدد الانتخابات للسنة مرحبا وللشيعة مرحبا للجميع اخوة سواء كانوا شيعة أو سنة أو أكراد او تركمان انا لا أؤمن بهذه العنصرية الذميمة ولا بهذه العصبية المقيتة، انا أؤمن بأنهم اخوة وعليهم أن يجتمعوا من أجل خدمة بلادهم.
٭ كانت للأزهر محاولات للتقريب بين المذاهب الاسلامية خصوصا مع الشيعة لماذا توقفت هذه المحاولات فمنذ السبعينات ترون اننا بحاجة إلى ذلك في هذا الوقت؟
- لم تتوقف محاولة تقريب المذاهب ومستحيل ان تتوقف ونحن في الأزهر ندرس المذاهب الاسلامية بما فيها المذهب الجعفري ونحن نقول دائما كل من يشهد ألا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ويؤمن بأركان الاسلام فهو مسلم، وبعد ذلك العقائد الذي يحاسب عليها هو الله.. العقيدة لا يحرسها الا أصحابها.. فاذا واحد رأى في أمر من الأمور مختلفا لا بأس بشرط ألا يكون مخالفا لنص ولا يعارض ما أتى من الدين بضرورة.
٭ على الصعيد الداخلي في مصر.. برزت في الآونة الأخيرة، أزمات طائفية.. ومن خلال اشهار السيدة وفاء قسطنطين زوجة الكاهن القبطي في محافظة البحيرة اسلامها.. هناك حديث عن دور مارسه الأزهر في اقناع السيدة اعتناق الاسلام؟ هل هذا صحيح؟
- أحب أن أقول لك أن الأقباط والمسلمين في مصر يعيشون اخوة متحابين وهذا لا يمنع ان هناك قلة من الجانبين جهلة، لكن القاعدة العريضة تؤمن بالعيش في سلام وأمان، وانا منذ كنت مفتيا ولمدة عشر سنوات حتى أصبحت شيخ الأزهر كلمة واحدة اقولها كل من يحمل الجنسية المصرية يتساوى في الحقوق والواجبات والمسلم اذا احسن يكافأ على احسانه والمسيحي اذا احسن بالنسبة لبلده يكافأ على احسانه..
أما العقائد فالذي يحاسبه عليها هو الله ولا يمنع ان اعرض عقيدتي وان يعرض غيري عقيدته ولكن باسلوب مهذب وحكيم، انا عندما اعرض عقيدتي ابين محاسنها.. وكذلك غيري والاختلاف في العقائد لا يمنع من التعاون بين المختلفين ما لم يسيء أي أحد للآخر في عقيدته..
أنا أرى بأن النقاش او الجدل في العقائد بان يحضر عالم مسلم ويقول للمسيحي أنت كافر أو العكس هذا جدل عقيم لا يؤدي الى ثمرة ولا يؤدي الى نتيجة لكن اننا نتحاور في الفضائل هذا المطلوب.
اما فيما يتعلق باجبار الأزهر اعتناق السيدة القبطي الدخول إلى الاسلام هذا غير صحيح فلم اعلم عن القضية الا من خلال أجهزة الأمن فقط هو من اخبرني عن ترك السيدة وفاء المسيحية ودخولها الاسلام.
٭ هل مارس الأمن اي ضغط تجاه المرأة كما يقول قادة الكنيسة المصرية؟
- الاخوة المسيحيون بعضهم قال يجب تسليمها والأمن قال لا تستطيع ان نذهب بها إلى كنيسة فقلت لابد ان نختار لها مكانا يكون على بصر ومسمع والجميع وتعالوا لمناقشتها ولو اقتنعت بالمسيحية فلا ضرر.
٭ هناك اتهامات قبطية تؤكد وجود تنصير بممارسة الأزهر ففي المنيا جنوب مصر حيث يكثر تواجد الأقباط؟
- لا يوجد حملة اسلامية ولا مسيحية هذا غير صحيح ومن يقوله فهو كذاب لا يوجد شيء من ذلك لأنني أؤمن بأن العقيدة لا يحميها سوى صاحبها لو اجتمع أهل الأرض جميعهم لا يستطيعون تغير عقيدتي في إخلاص العبادة إلى الله وكل مسلم هكذا نشأته.
الأزهر لا يقوم بهذه الحملات لأنها حملات طائشة وفاسدة الإسلام دين واضح نحن في الأزهر استقبلنا العام المنصرم (5001) آلاف ومن (80) دولة من غير المسلمين واعتنقوا الإسلام بدون تأثيرهم واطلعوا على الدين الإسلام ووصلوا بقناعة في اعتناقه.
٭ في مصر وفي كثير من الدول الإسلامية.. أصبحت الفتوى تصدر بطريقة غير منظمة.. هنا من يكفر والآخر يحرم دون دليل.. لماذا لا تكون لدى الأزهر استراتيجية تدعو إلى توحيد مرجعية الفتوى كي لا يوجد تضارب؟
- أنا كشيخ أزهر لا استطيع أن أكمم الافواه.. لا استطيع أن امنع كل شيخ يقول ما يراه، نحن في عالم كما يقول المثل المصري «عالم من غير عمدة» وكل فرد يقول رأيه لأن الأزهر لا يستطيع أن يضغط على الجميع بعدم إصدار رأيه.
٭ كان لكم موقف من العمليات الاستشهادية داخل الأراضي الفلسطينية.. هل ما زلتم تحرمونها؟
- منذ اليوم الأول من الانتفاضة وقلت من يفجر نفسه في عدو يريد أن يهاجمه أو يعتدي عليه أو حتى هذا العدو ينتهز الفرصة فهو شهيد.. شهيد.. لكن من يفجر نفسه في سوق يتواجد به مدنيون من نساء وأطفال فهذا انتحار.
٭ لكن هناك من يرى أن جميع الإسرائيليين اغتصبوا أرضاً.. وانهم لا يؤمنون بالسلام؟
- هذا كلام احتقره فهناك يهود يريدون السلام وحل قضاياهم وهناك مجرمون والفلسطينيون أيضاً فيهم ناس غير عقلاء. لا يمكن التعميم في هذا الصدد فمنهم من انتقد الصهيونية وانتقد جرائم شارون.
٭ أنت استقبلت الحاخام الإسرائيلي واثار ذلك جدلاً واسعاً في مصر وخارج مصر.. ألا ترى انك وبالرغم من الإيمان بالحوار قد مددت يدك بمن تلطخت يده بدماء الفلسطينيين؟
- لا.. انه جاءني في مكتبي لانه طلب من مكتب الرئيس مبارك فقبلت باستقباله، ولا ضرر هل هو حول ديانة المصريين إلى اليهودية انه مجرد حوار استمر لمدة نصف ساعة، وأنا لم أقل للفلسطينيين لا تقاوموا من اعتدى عليكم وأيضاً ان الحوار مع الغير غير محرم فسبحانه وتعالى حوار ابليس ست مرات.
٭ أخيراً.. بعد زلزال تسونامي في جنوب آسيا رأى بعض العلماء ان ذلك نقمة ربانية انزلها سبحانه على أهل تلك المنطقة كما حدث لقوم لوط وعاد وثمود.. هل تؤيدون ذلك؟
- لا مانع ان يرسل الله سبحانه وتعالى عذابه الدنيوي إلى قوم فارسل الطوفان والجراد على اقوام سابقة لكن لا استطيع القول على هذا الزلزال حدث لنقمة ربانية انهم احتفلوا بعيد الميلاد «الكرسمس» وشربوا الخمر لا استطيع ان اقول عن الأحداث الكونية بهذا لانها تحدث في بلاد المسلمين وغيره انها احداث كونية تحدث بمشيئة الله فقد تحدث إلى المسلمين ولغير المسلمين ونحن طبعاً يجب ان نقدم العون لمساعدة هؤلاء المنكوبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.