تلقى مسؤولو وزارة التربية والتعليم ومنسوبوها خبر وفاة أ. د. محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم الأسبق يرحمه الله ببالغ الحزن والأسى، وقد عبروا عن حزنهم الشديد على فقيد التربية والتعليم، ممتدحين مسيرته الحافلة بالنجاح في ظل قيادته التربية والتعليم، ومتقدمين بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد والأسرة التربوية والتعليمية كافة، سائلين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته. وقد عبر سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود باسمه واسم منسوبي وزارة التربية والتعليم عن بالغ حزنه وصادق مواساته لأسرة الفقيد، مضيفا سموه: لقد فجع الوسط التربوي والتعليمي بنبأ وفاة الفقيد رحمه الله، فقد مثَّل مرحلة مهمة من مراحل التعليم في وطننا العزيز، كان لها أثر إيجابي ارتسم على محيا الأجيال في تلك الحقبة، ودونه التاريخ بمداد من ذهب، فالفقيد يعد أحد رجالات التربية والتعليم بما قدمه لوطنه ومجتمعه من خدمة وجهود تربوية وتعليمية "وزاد سموه" إن كان الفقيد ناجى المجتمع بهموم العمل، وثقل المسؤولية عبر كتابه الموسوم "مسيرتي مع الحياة" فإننا نؤكد أن إنجازاته لم تذهب سدى، وأن ذكره باق في الضمير التربوي تذكره "التربية الوطنية" المقرر، والمنهج، وإن كان قد جرّد مذكراته من تلك الألقاب تواضعا منه ودماثة لخلقه الرفيع، فإن التربية والتعليم لا تزال تراه مطورا حتى وإن غيبه القدر. وأوضح سموه أن الفقيد مع كبر حجم المسؤولية التربوية والتعليمية التي تقلد زمامها قبل قرابة عقدين من الآن، وما كانت عليه الحال في تلك الفترة من حاجة ماسة للتطوير في جميع جوانب العملية التربوية والتعليمية، ورغم الصعوبات والتحديات التي تَمثُل أمام تولّي مسؤولية كهذه، وخاصة فيما يلامس حاجات المجتمع ك "التربية والتعليم"، إلا أن معاليه بكل صدق وإخلاص حاول جاهداً أن ينقل المجتمع التربوي والتعليمي من المحلية إلى العالمية، وأن يوطّن التعليم الحديث في مدارسنا، وممارساتنا التعليمية وفق منهجية مدروسة تحوطها أطر الثوابت، والهوية، والوطنية. وأكد سموه أن الفقيد أكمل مسيرة النهضة التعليمية التي تتسق مع السياسات التعليمية والتربوية، وتتفق مع تطلعات القيادة الرشيدة، التي تحث أن تكون بلاد مهبط الوحي ومنار الإسلام في مصاف الدول المتقدمة على كافة المستويات والأصعدة، مستندة في ذلك على الأسس التي أرساها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وسار عليها أبناؤه من بعده، التي بنيت على منهج كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن ما ذكره لا يعد إلا نزراً يسيراً من صفحات الرشيد المشرقة، التي لم يكن الحديث عنها إطراء ولا تصنّعا، ولكنه إنصاف التاريخ التربوي والتعليمي، الذي اعتاده أبناء هذا الوطن من مؤسساتهم التربوية والتعليمية، أن تحفظ لهم الجهود الملموسة مهما تقادم بها الزمن، كما حفظتها لمن سبق في قيادة المسيرة التربوية والتعليمية. وبيّن أن نجاحات الرشيد بدأت من جامعة الملك سعود أستاذا في كلية التربية حتى تربع على العمادة، ثم ساقه الطموح حتى أصبح مسئولا عن تأسيس جامعة الخليج بالبحرين. فالرشيد لم ترسُ سفينته على ضفاف جامعة البحرين فحسب، ولا على شواطئ الدول الخليجية كمدير لمكتبها فقط، ولا على منصة التخطيط الشامل للثقافة العربية عضواً، بل عبر المحيطات ليكون عضواً في المجلس التنفيذي للمجلس العالمي لإعداد المعلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جهته عبر معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي عن بالغ حزنه وحزن الأسرة التربوية والتعليمية بفقد وزير التربية والتعليم الأسبق أ. د الرشيد قائلاً: "لقد كان أبو أحمد – رحمه الله - من أهم الرموز التربوية التي أفنت حياتها في خدمة الحركة التعليمية في الوطن مذ كان معلما فأكاديميا فوزيرا، وفي كل منصب تقلده وكل مرحلة من حياته كان – رحمه الله - مثالا للمسئول المخلص والمواطن الغيور، ونحن في وزارة التربية والتعليم نعزي الوطن بفقد رجل وطني مخلص عرف بالعطاء والوفاء، ونعزي أنفسنا بفقد تربوي قاد التربية والتعليم قرابة عشر سنوات، حاملا أمانته مؤديا رسالته على أتم وجه في مرحلة مهمة حقق خلالها مكانة علمية عالية، إضافة إلى كثير من المنجزات المشهود لها على المستويين العربي والعالمي. ولم يتوقف عن العطاء حتى آخر ساعات حياته كاتبا صادقا وناصحا أمينا، رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة على ما قدمه لوطنه وللتعليم "إنا لله وإنا إليه راجعون".