معظم أمور الدنيا متغيرة، ولا يمكن التعامل معها وكأنها تحتمل الديمومة، او مرافقتنا للبقاء دون تغير. هذا التحرك البدهي، واليومي، وأحيانا اللحظي، قد تتوقف أمامه كثيرا باحثا عن مفردة مناسبة، ومختصرة بما يشبه القواميس لتفسيره أو التعبير عنه..! لا يرتبط الأمر بفكر او ثقافة، أو طبيعة حياة، أو سلوك، أو نمط معين من التعامل الإنساني. ولا يرتبط بطريقة بناء نوعية للحياة، تبدأها من المعلوم، وقد تنتهي بك إلى المجهول. ولا بالتركيز على مرجعية واحدة، من الممكن الرجوع إليها والتعامل معها عندما تتوقف عربة الحياة اضطراريا..! ولا علاقة له وهو الأهم بالترتيب النموذجي لما سيأتي، وتجريده من التوقف، أو التصادم، أو الغياب..! ولكن يرتبط بطبيعة الحياة وتحولاتها وتفاصيلها وتلقائيتها وتغيراتها مع الزمن لتصبح الزوايا التي علينا ان نرى منها..! البعض قد يبني ما سيكون، وأحيانا ما سيمر به على بند " الحماية " ويركز عليها للتصدي للشروخ والإرهاق والنتائج غير المتوقعة. إيمانه المطلق بأنه في الطريق الصحيح يدفعه إلى الأمام! سائر الأبواب المفتوحة تجعله يتقدم وكأن الأرض الممتدة بروعة سهولها وغنى ملامحها تبحث عن خطواته، وتساعد على تقدمها! في الغالب عندما يخطو الإنسان ومنذ ولادته، وخطواته الأولى في المشي، لا يتوقع شيئا، سوى أنه قادر على استكمال الطريق دون منغصات، ودون كوارث..! ليس لأنه مفعم بالأحلام فقط، ولكن لأنه يفكر في المجهول، يقرأ عادة الصورة التي أمامه فقط. قد يندفع بجنون، وقد يتوقف أحيانا، ولكن يمضي إلى الأمام وهي طبيعة الحياة. البعض يرى أنه من المهم محاولة استقراء طيات الايام، واستطلاع تفاصيلها، ومحاولة قراءة الأبواب، والتريث عند التقدم حتى وإن كانت الأبواب متعددة، ولكن قد يفضي أحدها أو كلها إلى المجهول..! ولكن هل القراءة الجيدة تستطيع أن تحميك مما لا يمكن أن تراه؟ وهل بإمكانها ان تخلصك مما سيكون، أو ما هو مكتوب لك؟ "القواعد لاتتغير"وأرض الحياة تظل حافلة بالدراما اقصد دراما الايام، مليئة بالتراجيديا، بالمجهول، ليس بسبب ما فعلت او ما ستفعل، او بسبب فشلك في التخطيط، أوعدم قراءة المشهد جيدا، أو لأنك اندفعت بجنون نحو مستقبل غامض، وعالم ساحر تحول إلى غياب بعد ذلك، او تجاهلت القادم، واعتمدت على ذاتك المتفجرة بلا توقف، او أنك حوصرت بسوء الطالع وذلك الباب الذي ظل يُفتح ويُغلق وأنت تدخله وتغادره مطمئنا، لم يخامرك شعور بالقلق أو الخوف منه..! الحقيقة الثابتة انه عليك في كل الأحيان تقبل واقعك كما هو او ما أصبح عليه، والتعامل مع التغيير والتغير بإيجابية لتمضي الحياة! فقدُ عزيز مؤلم، قد يمزق داخلك، هزيمة غير متوقعة قد تقضي عليك، فشل توقف، عدم تناسق ما حصلت عليه مقابل خطواتك الصحيحة. إنها دراما الحياة وعلينا تقبلها والتعامل معها بحلول كاملة وليست نصفية، وتقديرها كما هي بإثارتها، بوجعها، بتعقيداتها وبصورها نعيش داخلها ليس مجرد متداخلين بل جزء أساسي تلقائي منها قادر على الصمود وضبط قواعده..!!