تفاعل الشباب كثيراً مع حملة وزارة العمل لتوظيف السعوديين، وذلك من خلال تقبلهم للأعمال المختلفة التي ستقدم لهم من خلال ما قد يتوفر لهم. ومن هذه الأعمال الحرف المهنية والمتمثلة في الكهرباء والسباكة والحلاقة والميكانيكا وغيرها والتي كانت تلاقي في السابق عزوفاِ وجفاءاً من الشباب السعودي بسبب النظرة الاجتماعية لها وعدم تقبل الشاب لمثل هذه الحرف. ولكن مع تقدم السنوات ومع الحملة التي تقودها وزارة العمل أصبح هذا العزوف يتلاشى تدريجياِ لدى الكثير من الشباب وأصبحوا مقتنعين بهذه الأعمال ويحاولون الحصول عليها. «الرياض» التقت عددا من الشباب الذين تفاعلوا مع هذه الحملة وقالوا انهم على استعداد تام للعمل في الحرف المهنية وليس لديهم ما يمنع من قبولهم لهذه المهن. في البداية يقول الشاب أحمد الحسن وهو من الشباب الحاصل على مؤهل الشهادة الإبتدائية وليس لديه عمل منذ ثماني سنوات، حيث كان يشتغل سابقاً في اسواق الخضار ان حملة وزارة العمل فتحت لي باب الأمل من جديد، حيث سيتم في القريب العاجل قبولي في التخصص الذي يوافق شهادتي وميولي وان كنت أتمنى ان اتعلم الميكانيكا حيث علمت ان هناك مساعدات لمن يريد ان يفتح له محلاِ خاصاً به. وأضاف أن هذا سوف يدر لي دخلاً طيباِ اعيش منه وان آكل من عمل يدي وانفع بلدي. ويقول الشاب بندر العوفي أن النظرة الاجتماعية السابقة والتي تقلل من اهمية الأعمال المهنية الحرفية قد ولت وأصبحت منسية حيث ان الشباب الآن عرف ان هذه المهن هي المستقبل الحقيقي والتي تدر أرباحاً كثيرة والدليل ما نشاهده من العمالة الوافدة كيف انهم يقاضون مبالغ كبيرة في اشياء دقيقة لم يستغرق تصليحها سوى دقائق معدودة، وفي الحقيقة ان جميع المهن الحرفية ذات دخل ممتاز، ولكن نحن لم نعلم عنها شيئاً في السابق ولكن الآن الوضع قد تغير واصبح جميع الشباب يتمنون الانخراط في هذه المهن. أما الشاب فهد العنزي فيقول ان العمل الحر الشريف ليس عيباً، ولكن العيب هو ان يكون الشاب علة على اهله ولا يستفاد منه فهو تجده دائم السهر والنوم في النهار والسبب هو ان ليس هناك وظائف لهم وايضاً السبب الآخر هو عدم مواصلته للدراسة، حيث ان اغلب الشباب هنا لا يحملون سوى الشهادة الابتدائية والثانوية فهي بالنسبة لهم لا تمثل شيئاً ولكن لابد للشاب ان يتعب ويصبر ويواصل دراسته بعد ان يلتحق في احدى هذه المهن فهذه المهن الحرفية تكسب ذهباً لمن عرف سرها والدليل هناك زملاء لنا اعرفهم جيداً التحقوا بمهن كالميكانيكا وهم الآن يكسبون مبالغ ضخمة قد توازي راتبا موظفاً مرموقاً. لذا يجب على الشباب استغلال هذه الفرصة وطلب الالتحاق بهذه المهن فهي بإذن الله المستقبل المشرف لكل شاب طموح يريد أن يكون نفسه. وفي السياق ذاته تحدث مصدر مسئول بإدارة شؤون المتدربين بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بقوله كانت مراكز التدريب المهني تعاني من عزوف الشباب السعودي للالتحاق بالاقسام المهنية وعادة ما تكون مؤهلات المتقدمين متدنية مثل الشهادة الابتدائية واقل إلا أنه في السنوات الأخيرة تغير الوضع بصورة ملحوظة اذ زاد الاقبال للالتحاق بالمراكز بدرجة تفوق الامكانيات المتاحة ونسبة كبيرة من المتقدمين يحملون مؤهلات الكفاءة المتوسطة فما فوق والبعض حاصلاً على الثانوية العامة. واضاف انه لاشك ان من اهم أسباب زيادة الاقبال على مراكز التدريب المهني هو تغير نظرة المجتمع نحو المهن الحرفية والملتحقين بها للأفضل واصبح تشجيع اولياء الأمور للأبناء للانخراط في مجال التدريب المهني هي الصفة المميزة في الوقت الحاضر. وأشار إلى أن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تقوم بجهود متواصلة لتحقيق الأهداف التي أنشئت من اجلها ،وذلك عن طريق تنفيذ مختلف البرامج التعليمية والفنية والمهنية فالتدريب المهني يعد أحد نشاطات المؤسسة الرئيسة. وعزا المصدر سبب عزوف الشباب عن الحرف المهنية في السابق إلى توفر الوظائف المكتبية وهي لا تتطلب مجهودا بدنيا عاليا خلاف التخصصات المنية الحرفية اما في الوقت الحالي فإن اقبال الشباب على التدريب على الحرف يعتبر عاليا وملموسا من واقع اعداد المتقدمين على مراكز التدريب المهني.