ظاهرة موجودة منذ قديم الزمان. كانت تخص فئة من الناس. ظاهرة لطالما وجدناها في كل مكان في الشوارع والحدائق والأسواق. مشاهد تقطع القلوب، امرأة تتسول عند إشارة المرور وأخرى عند باب المسجد وأخرى في مدخل السوق المركزي. رجل مسن انحنى ظهره يجوب الشوارع وأهمله أبناؤه. طفل يمشى يمد يده طلبا للمال. لقد حث الإسلام على الصدقة ومساعدة الآخرين والإيثار وغيرها من الأعمال التي تزيد من الترابط بين أفراد المجتمع قال تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون" ووعد الله المتصدق الأجر العظيم والثواب الجزيل على هذا العمل "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون" ولا يخفى علينا جميعاً الفوائد المترتبة على الصدقة من زيادة المال وبركته ورضاء الله عن المتصدق وسبب من أسباب الألفة والمحبة. انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التسول فلا تقف عند إشارة مرورية إلا وتجد الأطفال والنساء يمدون أيدهم طلبا للمساعدة يريدون ما تجود به نفسك لهم. عندما ترى شابا يتسول وهو من فئة الشباب يستطيع أن يكسب قوت يومه وبما يتمتع به من قوٍة لكن يمنعه من ذلك رؤية الأموال الطائلة التي تخرج من الناس فهي أسهل بكثير من القيام فجراً لعمله .. والعودة ظهراً او عصراً وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره ليأكل أو يتصدق: خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه". فمنهم من (شوه جسده , مزق ثيابه , تصنع البلاهة والجنون) وغيرها من الأكاذيب والاعذار.. وقد أخذت هذه الظاهر – مثلها مثل غيرها – من التطور حيث بها أشخاص متدربين على أساليب النصب والاحتيال مع الإتقان .. والتمثيل بالدرجة الممتازة أنا لا أحكم على جميعهم ولكن يوجد بعض المتسولين انعدم منه الجانب الإنساني وطغى عليه الجشع والطمع واستغلال الأوقات و التخفي في مظلة الفقر ويوجد فقراء يحتاجون للمساعدة والمساندة ولا يجد سوى طلب المساعدة يتخوف الشخص عندما يراود نفسه في التصدق أم تركه خوفا في أن يتبع مجموعة أخرى لها أهداف معينه. أقول تصدق لكن اجتهد لتعرف من يستحق الصدقة أم لا أو هناك جمعيات موثقة وحتى هناك سبل للصدقة بشكل مستمر أو متقطع من كفالة يتيم أو رعاية أسرة سجين أو غيرها من الأعمال البر التي حث عليها ديننا الحنيف. وأخير نسأل الله ان يرزق الجميع الكفاف والقناعة..