بالأمس عندما يهطل المطر كنا نشاهد مظاهر الفرح والسرور على وجوه الصغار قبل الكبار وكل منهما يستمتع على طريقته الخاصة، كبار السن يشاركون الفرح مع الصغار، ربما كانت وسائل الترفية كثيرة وبعيدة عن المخاطرة كونها لا تتعدى حدود المنزل او"الحارة" تحت المرازيم. عندما يبدأ المطر بالسقوط يخرجون من المنزل الى "الحوش" يرفعون رؤوسهم وأيديهم الى السماء وينشدون ويركضون بهستيريا، البعض يقف ويرفع رأسه الى أعلى ويفتح "فمه" ينتظر دخول حبات المطر، والبعض يجلس تحت "المرزام" الخاص بتصريف الماء من سطح المنزل، ليستحم او يقوم بتعبئة الماء في أكياس بلاستيك ليقوم بإلقائها على من حوله.!. هناك يشتد التنافس بينهم في مشهد يدخل البهجة على من يشاهدهم من كبار السن. على ما يبدو أن ممارسة كرة القدم وقت المطر تكون من الألعاب المحببة الى النفس، ربما مع استمرار اللعب تتثاقل الخطوات بسبب امتلاء الحذاء بالماء "والطين" لذا يضطر الى التوقف وخلعه وعصره حتى يستطيع ان يعود مرة اخرى، كم من حذاء فقد اثناء اللعب الامر الذي يعرض صاحبه الى العقوبة!. السعادة تكمن في طريقة تعامل الآباء مع أبنائهم داخل "الحارة". اليوم: أصبح هطول المطر من الأمور التي تجلب السعادة ولكن ليس لأنهم يرغبون في اللعب تحت المطر بل بتعليق الدراسة والابتعاد عن الدوام! وبعض الآباء يعتقد بأن السعادة هي أخذ أبنائه للتنزه في أماكن الخطر؟! الى الأماكن الممتلئة بالسيول والمستنقعات والجلوس في بطون الأودية أثناء هطول الأمطار، وعدم مراقبة ابنائهم وتركهم يلعبون حول السيول أو السباحة في وكرّ "الموت" ولا يعلمون مدى خطورتها.