الجميع يتفق على ان مواجهة الهلال والنصر لم تعد ذلك "الكلاسيكو" الساخن او "الديربي" الاول في الكره السعودية، فاللقاء لم يعد مثيرا كما كان ولم يعُد يتذوق فيه عشاق المستديرة طعم التنافس والندية ليس لأنه خال من جمالية الأداء، فحسب بل لأنه اصبح في كثير من الأوقات يتحكم فيه طرف واحد وهو ذلك الطرف الازرق الذي تؤول اليه نتيجة المباراه في غالبية اللقاءات خصوصاً في الاعوام الاخيره باستثناء الموسم الماضي، ولك ان تتخيل ان النصر لم يفز على الهلال في آخر 30 مواجهة الا مرتين يقابلها انتصارات مدوية ل "الزعيم" لذلك "الديربي" اصبح بمثابة العقدة للنصر وعلى وجه الخصوص في مباريات من هذا النوع، مباريات تحديد المصير، وتثبيت الأقدام والانفراد بالصدارة، وكان آخر تلك العُقد والعثرات المتكررة خسارة نهائي كأس ولي العهد الموسم الماضي. فالنصر منذ فترة طويلة جداً لم يتخط الهلال في اي مباراة مفصلية مما يعني خروجه إما خاسراً في نهائي او في دور مهم من أدوار المسابقات السعودية. حتى في هذا الموسم الذي وجد النصر فيه نفسه بالعوده للمنافسة إذا به يصطدم بالهلال مجدداً الذي يعتبر سرا من اسرار انتكاسات النصر بل نفقاً صعبا ومحكاً قوياً لأي فريق يسير باتجاه البطولة، انكسارات النصر وبعده عن الألقاب وروح المنافسة سببه الرئيس عدم المقدرة على تجاوز ذلك المحك الاول والطرف الثابت في جميع البطولات، نعم ينتظرنا هذا الموسم لقاء مختلفا ربما سيعيدنا لذكراة "الديربيات" المثيرة نظرا لصراع الفريقين على صدارة الدوري وعودة روح المنافسة من جانب النصر بعد طول غياب. صحيح ان النصر قدم مستويات جيدة في الجولات الماضية بعيدا عن الفرق التي لعب معها، لكن تاريخيا احد أسباب انكسارات النصر هي مواجهة الهلال حتى في الجولات التي تربع فيها النصر على سلم الترتيب اذ بالهلال يعيده للخلف، كيف سيستمر النصر و"الزعيم" في طريقه أينما توجه؟ الهلال نقطة مفصلية في تاريخ النصر وليس العكس لأن النصر ان أراد بطولة او حضورا وتنافسا لابد ان يمر من بوابة الهلال أولاً ولكن هذه البوابة او العقدة أزلية، هناك من سيخرج ويقول لماذا ازلية نعم هي كذلك فالاعوام تمر بالجميع من دون ان نشعر ويخيل للبعض ان آخر بطولة او مباراة مفصلية استطاع النصر فيها إزاحة الهلال كانت قريبة وهي العكس تماماً، مضت اعوام عديدة لم تتذوق فيها جماهير النصر مذاق الانتصار على الهلال في اي مباراة اقصائية او حاسمة باتجاه البطولة. حتى في المواجهات ذات المدى البعيد تفوق النصر واقصاءاته للهلال معدودة ومحدودة جداً بل ان الهلال في تلك الحقبة الزمنية الغابرة كلما خسر نهائيا او مباراة حاسمة من امام النصر يرد سريعاً ويثأر لهزيمته لكن صراع النصر مع الهلال على البطولات لم يدم لأن الهلال وسع الفارق البطولي واصبح متخصصاً في إقصاء النصر وفي عدد مرات الفوز أيضاً. لذلك بعد هذا التفوق اصبح النصر ومع مرور السنين كالحمل الوديع عندما يواجه "الزعيم".