كلنا نتذكر كيف كان في فترة سابقة (ديربي الرياض) محصورا بين الهلال والشباب بعدها تراجع الشباب عن المنافسة وتقدم النصر الذي يدعي محبوه أن مبارياتهم مع الهلال هي (ديربي) الرياض وهذا ربما يكون صحيحا في فترة محددة فقط أما الآن فقد أصبح (ديربي العريجاء) كما يسميه البعض. وبعد عودة الشباب إلى سابق عهده الجميل في الاعوام الأخيرة وتحقيقه للبطولات التي فرضته منافسا للهلال وأصبح لقاؤهم ممتعا ومثيرا نظرا لتقاربهم الفني وهذا ما جعل بعض الرياضيين يطلقون على لقائهما لقب (ديربي الرياض) بعد أن احتل مكان النصر الذي أصبحت مبارياته مع الهلال (ديربي) في نظر كبار السن فقط الذين عاصروا نجوم النصر القدماء .. أما الواقع الآن فإنه يفرض علينا (ديربي) بنكهة البطولات بين الشباب والهلال وهذا ما دعا محبو نادي النصر إلى شن حملات إعلامية مركزة على نادي الشباب ورئيسه بسبب أنهم وصلوا إلى منافسة الهلال بينما نصرهم عجز عن السير خلفه وهذا يتضح لمن يؤمن بلغة الحقائق والأرقام والتي منها على سبيل المثال إحصائية الإتحاد الدولي لترتيب مراكز أندية آسيا في العقد الماضي من عام 2001 إلى عام 2010 إذ احتل النصر المركز 66 وفي مصادفة عجيبة لهذا الرقم سبق للهلال أن احتله66 ولكن ليس على مستوى آسيا كحال النصر وإنما على مستوى العالم في إحصائية الإتحاد الدولي لشهر فبراير لعام 2001 ولكم أن تتخلوا المساحة الهائلة التي تفصل بين المركزين؟ لذلك سيبقى الرقم 66 مفرحا للهلاليين مزعجا لمحبي النصر وستتذكره جماهير الناديين طويلا والمستفيد الأول هو نادي الشباب الذي يتقدم بقوة لاستعادة الديربي الأصل (والشباب). ومن وجهة نظري فإن العامل الأساسي في صناعة (الديربي) هو التقارب الفني بين فريقين من مدينة واحدة ويسنده عوامل أُخرى إما تاريخية والتي تتغير بتغير الزمن أو عامل الجماهير والتي بطبيعة الحال تتكاثر في أندية البطولات وتنقص تدريجيا عند أي فريق يبتعد عنها. وهذا يعني أن مباريات (الديربي) يكون طرفها الأول ثابتاً وهو الفريق المتميز والطرف الثاني متحرك وهو من ينافسه في نفس المنطقة أو المدينة في حالة وجود أكثر من فريقين في مدينة واحدة، لذلك من الطبيعي أن يتغير طرفا مباريات الديربي إلا أن ذلك لا يكون في موسم أو موسمين وإنما خلال عقد أو عقدين من الزمان لأنه من الطبيعي أن يغيب البطل عن المنصات اعواما عدة، لكن من غير الطبيعي أن يغيب أكثر من عقد من الزمن، ولكل زمان دولة ورجال والفريق الذي يحقق البطولات هو من يستمر في ساحة المنافسة التي هي الميدان الذي تولد فيه أندية الديربي لأي مدينة. وعلى سبيل المثال أين (ديربي) ريال مدريد وخيتافي والذي خرج من ميدان المنافسة وأصبحنا لا نعرف إلا ريال مدريد وبرشلونة وعلى الصعيد المحلي أين (ديربي المنطقة الشرقية) الإتفاق والنهضة والذي يبدو أنه لحق ب(ديربي) الهلال والنصر الذي انتهت صلاحيته؟. وهذه نماذج تثبت أن أندية (الديربي) تتغير بحيث يبقى صاحب البطولات ثابتا وغيره متحرك، ومن إيجابيات الديربيات إن صح التعبير أنها ترفع حدة المنافسة بين الأندية مما ينعكس على تطور اللعبة. ولا ننكر أن هناك مباريات غالبا ما يصاحبها حساسية شديدة مثل لقاء النصر والفيصلي والذي يكون مثيرا بسبب أحداث سابقة هبط على أثرها الفيصلي إلى الدرجة الأولى والذي يرى محبوه أنهم ُظًلموا تحكيميا وأنهم أولى بالبقاء في الممتاز من نادي النصر ألا أن هذه المنافسة لا تصل إلى مسمى (ديربي) . مع أمانينا ألا تتعدى هذه المنافسة حدودها وأن تبقى داخل الميدان لأنها في النهاية رياضة نستمتع بها نصفق للمتميز ونبتسم للمتأخر لينهض فميدان التنافس مفتوحا للجميع.