عندما نتساءل عن مكانة المرأة في المجتمع البدوي منذ القدم، قلنا كيف كانت تعيش وكيف كانت تؤدي مهامها اليومية، بل كيف كانت تروض بيئتها لصالحها خصوصاً وانها امرأة لها خصوصياتها. في هذا الموضوع نجد أن هناك مكانة مهمة لتلك المرأة في مجتمعها البدوي الذي هو الجمال بالنسبة لها، حيث كانت هي بمثابة العامل الأساسي في بناء ذلك المجتمع من خلال دورها الأساسي فيه كامرأة لها رأيها وكلمتها. في الحياة البدوية كان للموروث الشعبي حضوره بشكلٍ كبير بجميع فنونه وأدواته، ولعل للمرأة فيه نصيبا كبيرا إذ أنها تهتم بشؤونها الشعبية كالملابس والحلي والعطور المنتجة من الطبيعة التي أضفت جمالاً على المرأة آنذاك، ولذلك وجدنا على سبيل المثال أن الكثير من الشعراء في تلك المرحلة قد أبدعوا في كتاباتهم عن تلك المرأة وطبيعتها الغارقة في السحر والجمال. من جانب آخر نجد أن للمرأة حضورها أيضاً في الشعر والخوض في مضمارة بكل جدارة واقتدار حيث أظهرت تلك البيئة البدوية شاعرات لهن قصائد غارقة في الجمال والإبداع الصادق الذي ينم عن صدق المعاناه والألم، ولذلك نستطيع القول بأن حضور المرأة البدوية كان حضوراً مبدعاً استوحت من بيتها وطبيعتها البدوية إبداعها في كل أمور حياتها وليظهر لنا موروثاً بدوياً كانت المرأة هي صاحبة دور البطولة فيه، بكل جدارة واستحقاق. يظل المجتمع البدوي هو الأساس في إبداع المرأة البدوية بكل فنون الأدب الشعبي والشعر الذي هو بمثابة المتنفس الحقيقي لها. أخيراً: الصمت ثار وشاب ليل الجفا شاب والوقت ياكل من حياتي سنيني في ناظري تاه المسا والقمر غاب ليلٍ بلا قمرى بعيني حزيني