أكدت دراسة حديثة أن الطلاق وبعض أنواع الزيجات التقليدية يؤثران سلباً على مستقبل الزوجين واستقرارهما الاجتماعي والاقتصادي، كما أنهما يهددان أيضا اقتصادهما وثروتهما على المدى الطويل ويضعفان معدلات دخلهما ويفقدانهما عامل الاستقرار المادي بنسبة كبيرة. وقالت الدراسة التي قامت بها الدكتورة بسمة سليمان : إن استمارات المسح الأولي أثبتت أن زواجين فاشلين ينتهيان بالطلاق بين عشر زيجات ، مشيرة إلى تزايد حالات الطلاق خلال الآونة الأخيرة لأسباب متعددة تنتهي بالانفصال بين الزوجين حيث شهدت محافظة جدة مثلا ما بين 3 - 4 حالات طلاق يوميا خلال العام الماضي . وعولت أسباب الطلاق في الغالب إلى عدم تفهم وجهات نظر الزوجين لبعضهما ، وأن أسبابا بسيطة تكون سببا للطلاق وهذا الأمر خطير جدا إذ أصبح المجتمع يعج بالمطلقات خاصة وأن أغلبيتهن لا علاقة لها بأسباب الطلاق في الوقت الذي لم تتخلص فيه المطلقة من نظرة المجتمع لها على مدى فترة طويلة من الزمن ، وجاء من أسباب الطلاق تدخل والديّ الزوجة في شؤون الزوجين بعد زواجهما خاصة الوالدة . وأكدت الدراسة ذاتها على أن الطلاق يؤثر على المستوى الاقتصادي للرجل المطلق والمطلقة وأن الطلاق يستنزف أموالا طائلة تذهب هباء منثورا ويتسبب في إفلاس الزوج وتحمله مبالغ قد لا يستطع سدادها وتجعله رقما في قائمة المدينون لدى البنوك وشركات التقسيط. وشددت الدراسة على ضرورة توعية المجتمع بأخطار الطلاق المترتبة على الزوجين وعلى المجتمع بصفة عامة، وعلى أهمية تكثيف التوعية على المستويين الفكري والثقافي بين أفراد المجتمع. وأوضحت الدراسة أن الأضرار تكبر وحجم الخسائر يزداد إذا كان لدى الطليقين أولاد حيث سيضطر كل منهما إلى تأمين نفقات شهرية تكفي لمنزلين لا منزل واحد. وقالت الدراسة إن الرجل غالبا ما يعيد تجربة الزواج مرة ومرات حتى لو اضطر للاقتراض أو الاستدانة من أجل الزواج وذلك أكثر من النساء اللاتي غالبا ما يعزفن عن الزواج بعد فشل تجربة الزواج الأولى وذلك لأسباب منها أن الزوجة تنشغل بتربية الأبناء - في حال وجود أبناء - خاصة وأن الكثير من الرجال لا يفضلون الزوجة ذات الأبناء وإذا اشترطت ذلك قلت نسبة فرصة حصولها على زوج مناسب ، أو الخوف من فشل التجربة الثانية أو النظرة التي ينظرها المجتمع للمرأة المطلقة. واستعرضت الدراسة قضايا غاية في الأهمية حول الزواج منها الحجر الذي ما تزال بعض القبائل تعمل به حيث تمنع الفتاة من الزواج إلا من ابن العم أو الخال أو أحد الأقارب وهذه العادة السيئة التي تحرم الفتاة من حرية اختيار الزوج أو من إبداء الرأي في الزوج تمخض عنها العديد من الزيجات الفاشلة المنتهية بالطلاق، كما أنه لا يزال هناك بعض المجتمعات التي تقر زواج ( الشغار) وهو تزويج الرجل لرجل آخر أخته أو ابنته مقابل تزوجيه أخته أو ابنته دون النظر لأي عامل من عوامل التوافق بين أي من الزوجين ، وهذا زواج فاشل يحرمه الدين الإسلامي. كذلك منع الآباء أو الإخوة تزويج بناتهم وأخواتهم من أجل المرتب الشهري الذي يخشى عليه من الذهاب للزوج حيث يعتقدون أنهم أولى به من أي شخص آخر بحكم الأبوة وما قاموا - في نظرهم - من جهد في سبيل تعليم الفتاة حتى وصلت الفتاة إلى الوظيفة وبذلك لا يجدون طريقة للاستيلاء عليه سوى وضع عقبات صعبة في وجه من يتقدم للزواج من بناتهم حتى يصرفوا النظر متحججين بمصلحة بناتهم وخوفهم عليها وهم أبعد ما يكونون عن ذلك ، علما أن الفتيات يدركن ذلك جيدا ولكن حياء الفتاة وطبيعة المجتمع السعودي بما عرف عنه من حياء الفتاة وحشمتها واحترامها للأب والأخ يمنعها من ذلك ويجبرها على الصبر والسكوت أمام مثل هؤلاء الآباء والإخوة.