تقرير نُشر عن المخالفات المرورية يشير إلى أنها تجاوزت مليوني مخالفة خلال سنة، وكان أكثر المخلفات هو «ربط الحزام» مع أنني أثق حين يطبق قانون المرور بدقة وحزم وكاملاً سنصل لملايين وملايين المخالفات قبل أن يستقيم الوضع، تقرير ايضا لمعهد الإدارة يقول 69% من موظفي الدولة يتغيبون عن العمل بدون عذر وخروج من العمل وقت العمل لساعات، تقريرأيضا يقول ارتفاع التستر بالمملكة، تهريب العمالة، إيواء مخالفين في منازل ومساكن، تشغيل عمالة مخالفة، كمٌ كثير وكبير من المخالفات يقوم بها «المواطن» أولا. لماذا الحس «العملي والإنجاز والاتقان وجودة العمل والالتزام والانضباط لدينا متدن»؟ هل هي ثقافة، أم لا يوجد قانون يحكم ويضبط كل هذا؟ لا القانون موجود ومكتوب وكل شيء، أم أن الغالبية «آمنة» من العقوبة، والمحاسبة، أم لا توجد توعية وتثقيف ونشر لها؟ برأيي هي خليط من كل ذلك، قانون لا يطبق بصرامة وحزم وعدم تراجع، وأيضا عدم وجود المحاسبة، وهنا المشكلة الكبرى لدينا. رغم أن ديننا الحنيف ونحن بلد إسلامي يحث على «العمل» وإتقانه والكفاءة والجودة والإخلاص وكل ما يمكن ان يدعم العمل، والأدلة كثيرة جدا، ولكن رغم كل ذلك إلا الرسالة «الدينية» في كل وسائل الإعلام والتواصل والحوارات والخطب لم تصل للمواطن والفرد أياً كان. فأين المشكلة إذاً؟ برأيي أن لدينا معاناة ذات عدة اوجه أولها أن يكون الالتزام وإتقان العمل من رب العمل أياً كان، وزيرا او أقل، فيكون قدوة لمن يعملون معه، وأن تتوفر القدرة والإمكانات لتطبيق الأنظمة والقوانين والتشريعات، فلا يكفي أن تسن القوانين وتظل حبيسة الأدراج، بل تفعّل وتطبق مع وجود القدرة والكفاءات والأعداد الكافية، وحين يطبق القانون، مع اهمية تزامن التوعية والإرشاد في المجتمع بل من المدرسة، والمجتمع وكل مكان، وبعد هاتين المرحلتين من تفعيل قانون وتوعية وتوفر القدرة على التنفيذ، تأتي مرحلة المحاسبة لمن يخالف، لكي يحترم القانون، واضرب دوما مثالين لكي نثبت ما نقول بين ما كان لم يطبَّق قانون وعقوبة، وبين بعد مرحلة التطبيق وهي «الشيكات وساهر» فالشيكات كانت بدون رصيد 14 مليار ريال، والآن بعد تفعيل القانون والتوعية والمحاسبة انخفضت إلى مليار واحد فقط.. ساهر يمكن مشاهدة إشارة مرور يتوفر بها ساهر وانظر كيف ينضبط الجميع كأسنان المشط أمام خط المشاة، وبين إشارة بعدها لا يتوفر بها ساهر من قطع للإشارة وتجاوز كل الخطوط. نريد تفعيل القوانين، توعية، قدرات وكفاءات تطبق وتفعّل، عدالة ومساواة ولا استثناء، عقوبات لا تحابي ولا تستثني، سأضمن بعدها أن كل شيء سيتغير للأفضل، ونصبح اكثر التزاما واحتراما وتنظيما وترتيبا في كل شيء، فهل كل هذا صعب؟ لا طبعاً، وأعود لمثال الشيكات وساهر فهما خير مثال ودليل ونموذج.. نجحنا فيهما والبقية تنتظر فلماذا التأخير؟