اتجهت الشركات العقارية في الآونة الأخيرة إلى تسويق العقار في الرياض عبر الأذواق النسائية وذلك من خلال التعاون مع الشركات النسائية المتخصصة في التصميم الداخلي والخارجي والتي نجحت في استثمار المساحات الداخلية للعقار بأنسب وأجمل التصاميم بما يلائم ذائقة وحاجة الأسرة السعودية على اعتبار أن النساء من يختار العقار عند الشراء أو الإيجار ما أدى بحسب عدد من المتخصصين في العقار إلى تسويق المشاريع السكنية وبيعها بشكل جيد. وأكد مدير أحد الصناديق الاسثمارية في إحدى شركات سلطان بن جريس ل "الرياض" اتجاه الشركات العقارية إلى تسويق مشاريعها المستقبلية بأذواق المصممات العاملات في مجال العقار من خلال التعاون مع الشركات النسائية المتخصصة في التصميم الداخلي والخارجي مرجعًا سبب ذلك إلى نجاح مهندسات التصميم الداخلي والخارجي في استغلال مساحة الأراضي السكنية بشكل جيد ومنظم في عدد من المشاريع السكنية في الرياض ما أدى إلى لفت النظر لتصميماتهن ذات الذوق الجميل واللمسات الناعمة التي جاءت مناسبة لذائقة واحتياجات الأسرة السعودية نظرًا لأن المرأة في الأسرة هي من توكل لها مهمة اختيار المسكن سواء كان ذلك بهدف تملك أو استئجار العقار. وتوقع أن هذا التوجه من قبل الشركات العقارية سيتم اعتماده بشكل أوسع في المشاريع المستقبلية في الرياض نظرًا لزيادة الطلب على الوحدات السكنية المنفذة بتصاميم نسائية نافيًا في الوقت نفسه توجه الشركات العقارية إلى توظيف مهندسات التصميم الداخلي والخارجي فيها معللا سبب ذلك بعدم الحاجة لذلك في ظل وجود 3 مكاتب نسائية في الرياض للتصميم الداخلي والخارجي بالإضافة إلى مشاركة المهندسات داخل المعارض العقارية المقامة في الرياض وغيرها من مدن المملكة بهدف التسويق لتصميماتهن. وحول زيادة تكلفة العقار بالنسبة للشركات العقارية التي تنفذ مشاريعها بالتعاون مع مكاتب نسائية للتصميم أوضح أن ذلك لا يشكل تكلفة باهظة على الشركات لا سيما أن المكتب سيصمم تصميم واحد للمبنى وآخر للشقة والشركة سينفذه على كامل المشروع لافتا إلى أن زيادة سعر تكلفة التصميم بما يتراوح ما بين 50 200 ألف ريال أفضل من عدم بيع الوحدات مؤكدًا أن هناك مشاريع قائمة وسابقة لبعض الشركات الأخرى لم يتم بيعها بسبب سوء تصميمها وعدم استثمارها للمساحة. كما دعا النساء السعوديات إلى الاستثمار في مجال مكاتب التصميم الداخلي والخارجي نظرًا لندرة هذه المكاتب مؤكدًا أن كثرة الكوادر الأجنبي العاملة فيه كما طالب الشركات العقارية بضرورة الاهتمام بتصميم العقار واستغلال مساحته الداخلية والخارجية وعدم الاهتمام بالبناء للبيع فقط بل لصناعة اسم تجاري في السوق من جهة ولتخفيض تكلفة الديكورات الداخلية من جهة أخرى. كما طالب الأمانات والبلديات في مدن المملكة بضرورة الاهتمام بتصميم الوحدات السكنية إلى جانب اهتمامها بتوفير اشتراطات السلامة والنواحي الخدمية في الوحدات السكنية. وأكدت مهندسة التصميم الداخلي والخارجي إحدى الشركات المتخصصة مها الدليم قلة عدد الكوادر السعودية النسائية العاملة في مجال التصميم الداخلي والخارجي في الوقت الحالي مع قلة فرص النجاح لهن مشترطة لذلك التعاون مع شركات عقارية للعمل في مشاريع كبيرة تحقق الربح لهن من جهة وتصنع أسماءهن بشكل جيد في سوق العقار من جهة أخرى. مشيرة إلى وجود بعض العقبات والصعوبات عند النزول إلى أرض الميدان. كما دعت الجهات المعنية في المملكة إلى ضرورة تسهيل إجراءات تصاريح المكاتب النسائية المتخصصة في مجال التصميم الداخلي والخارجي. وحول الإضافة التي شكلها دخول المرأة إلى سوق العقار قالت الدليم إن السعوديات استطعن في وقت قصير تحقيق النجاح فيه وزيادة مبيعاته من خلال التصميم والتسويق. يذكر أن دراسة تحليلية حديثة قام بها الدكتور جمال الدين يوسف سلاغور الأستاذ المشارك بقسم التخطيط الحضري والإقليمي في جامعة الدمام أكدت أن أغلب المساكن في المملكة لا تحقق الاستدامة وذلك لعدم الاستغلال الأمثل لمساحة الأراضي السكنية والإهدار في المساحات الخارجية الناتجة عن الارتدادات والإهدار في المساحات الداخلية للعقار مما أدى إلى زيادة تكلفة البناء والتأثيث والصرف على الطاقة والبنية التحتية.