اعتدنا نحن محبو كرة القدم السعودية منذ منتصف الثمانينات الميلادية أن تنطلق أفراحنا عند حمل الألقاب القارية وبلوغ دورة الألعاب الآسيوية، وبات الوصول لنهائيات كأس الأمم خلال فترة وجيزة حدثا معتادا حين كان يقود المنتخب الوطني النجم الشهير ماجد عبدالله، وتطورت الطموحات حتى وصل «الأخضر» لأهم منجز يطمح إليه منتخب كرة قدم ببلوغ مونديال كأس العالم في أميركا 94، كانت الكرة السعودية تخطو خطوات واسعة في وقت يحبو فيه الآخرون فسيطرت على واقع الكرة في القارة «الصفراء» سنوات طويلة حين كانت تملك جيلا رائعا قاد النقلة التاريخية النوعية لمنتخب يبحث له عن موقع قدم في الخريطة الخليجية إلى زعيم لآسيا. ولم نعتد على أن تفرح جماهيرنا فرحة عارمة للتأهل لنهائيات بطولة كما حدث ليل السبت في الدمام كان الحضور فيها مضمونا والمنافسة على لقبها وسط ترشيحات بالفوز بها حاضرا مثل كأس آسيا؛ لكن التغيرات التي طرأت في السنوات الأخيرة منذ آخر إنجاز الحصول على بطاقة التأهل لمونديال 2006، ثم وصافة بطل آسيا التي كانت مفاجأة والإخفاقات المتتالية لم تغب عن المنتخب والأندية السعودية، وفي حين كثرت المبررات التي تداولها المحللون والمشجعون وكل متابع للمنتخب السعودي عند مناقشة مسببات توالي إخفاقات السنين الماضية بين تحميل نظام الاحتراف وبرمجة المسابقات وعدم استقرار المدربين وغيرها المسؤولية يبقى من المؤكد أن الاعتماد على فريق جديد تكون مع بطولة كأس الخليج التي أقيمت بالبحرين ويضم غالبه عناصر واعدة مطعمة بلاعبي خبرة تمثل أفضل من أخرجهم الدوري السعودي بعد اليوم بعيدا عن مجاملات نجوم ظلوا يلعبون بأسمائهم على حساب مواهب كانت تنتظر الفرصة، ويبقى استمرار الجهاز الفني بقيادة لوبيز كارو بعد الظهور الضعيف في الدورة الودية، وتواجد الإداري الكفؤ سلمان القريني من أهم عوامل النجاح التي تحسب للاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب برئاسة أحمد عيد الذي كان أكثر الناس فرحا وحق له ذلك. فرحة السعوديين جماهير ولاعبين ومسؤولين لم تكن للفوز ببطاقة التأهل لنهائيات آسيا فحسب، بل هي فرحة استعادة الثقة بهذا المنتخب الذي كان رمزا لآمال كل العرب في المحافل القارية والعالمية، وفرحة بولادة منتخب جديد يحمل كثيرا من علامات القدرة على الاستمرار نحو طريق تحسين الصورة، وصولا لاستعادة أمجاد «الصقور الخضر». مبروك لجماهير المنتخب التي ساندت اللاعبين في الدمام وكانت خير داعم له لتكرار هزيمة العراق وضمان التأهل، مبروك للاعبين وللمدرب وللقريني الذين تمكنوا من استعادة الثقة المفقودة منذ سنوات، مبروك لاتحاد القدم المنتخب المطالب بجهود أكبر في نهائيات أمم أستراليا 2015.