متلازمة تكيس المبيض هي حالة طبية تصيب المرأة وتؤثر على دورتها الشهرية وقدرتها على الانجاب وهرموناتها وبعض الصفات الخارجية لها وما تحدثه لصحتها العامة على المدى الطويل. فالمبايض المصابة بالتكيس تحتوي على ضعف عدد حويصلات البويضات (تكيسات صغيرة لاتتجاوز 5-8 ملم) من المبايض غير المصابة ويكون حجم المبيض المصاب اكبر حجماً من المبيض غير المصاب وهذه الحالة موجودة لدى 20% من النساء واصابة المرأة بتكيس المبايض لايعني اصابتها بمتلازمة تكيس المبايض فهناك فرق بينهما حيث إن هذه المتلازمة تصيب (6-7%) من النساء. د. سعد حمد آل الحسن* وأعراض متلازمة تكيس المبايض هي: عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها. صعوبة في الحمل (قلة القدرة على الانجاب). وجود شعر في الوجه والجسم أكثر من المعتاد لدى النساء. تساقط وفقدان شعر الرأس لدى النساء. السمنة والزيادة السريعة في الوزن والصعوبة في إنزال الوزن وتكون مركز السمنة عادة في البطن والصدر اكثر من باقي اجزاء الجسم. تواجد حبوب بالبشرة بصورة كبيرة والبشرة تكون دهنية. يصاحب المتلازمة الشعور بالاكتئاب والتقلبات الذهنية السريعة. وجود هذه الاعراض قد يختلف بين النساء حيث يكون هناك بعض منهن مصابة بواحدة فقط من هذه الاعراض وهناك من تكون مصابة بجميع هذه الاعراض وقد تكون مصابة بها كلها ولكن ليست بدرجة عالية من الوضوح. وأسباب حدوث هذه المتلازمة ليست معروفة حتى وقتنا الحاضر، ولكن هناك دلالة على تسبب الصفات الوراثية بذلك واذا كان هناك قريبة مصابة (مثل الأم، الخالة، الاخت) فإن خطورة الاصابة بهذه المتلازمات تكون عالية لدى هذه المرأة. وأعراض متلازمة تكيس المبايض تكون عادة مرتبطة بنسبة هرمونات المرأة والهرمونات عبارة عن مواد كيمائية تتحكم بوظائف الجسم فمثلا هرمون التسترون (الهرمون الذكوري) ينتج جزء منه طبيعيا من المبيض ولكن هذا الهرمون يكون منتجاً بصورة اكبر لدى المرأة المصابة وما يترتب عليه كثير من اعراض متلازمة تكيس المبايض. هرمون الانسولين ينظم مستوى السكر في الدم ومعروف لدى الجميع، بالنسبة للمصابات بمتلازمة تكيس المبايض فإن الجسم لايستجيب لهذا الهرمون (مايسمى مناعة الجسم للأنسولين) لذلك تكون نسبة السكر عالية في الجسم ولمقاومة هذه الزيادة من السكر فإن الجسم ينتج كمية اكبر من هرمون الانسولين. هذا المستوى العالي من الانسولين بالجسم يؤدي إلى زيادة في الوزن وعدم انتظام الدورة الشهرية ومن ثم صعوبة بالانجاب وزيادة في هرمون الذكورة. غالباً لا تحدث لدى المرأة المصابة جميع الأعراض بوقت واحد أو بدرجة واحدة واحياناً تأتي هذه الأعراض ثم تزول وهذا ما يسبب صعوبة في التشخيص. والتشخيص يعتمد على أمور منها: ظهورالأعراض تحليل الدم يظهر نسبة هرمون الذكورة (التسترون) أعلى من المعدل الطبيعي. الأشعة فوق الصوتية (التلفزيونية) تظهر تكيسات المبايض. ماذا تفعل المرأة لتقلل من خطورة المتلازمة في المستقبل: أولا: إعداد أسلوب حياة صحي أفضل فهناك بعض الطرق الصحية للتقليل من تأثير متلازمة تكيس المبايض على المدى الطويل ومن هذه الطرق: تناول الغذاء الصحي المتوازن مثل الفواكة والخضراوات والخبز الأسمر واللحوم (بدون شحوم) ويجب الإقلال من السكر والأملاح والكافيين. تناول الوجبات اليومية بصفة منتظمة وخاصة وجبة الافطار. عمل الرياضة البدنية بانتظام (30 دقيقة على الاقل 3 مرات اسبوعياً). يجب أن تحافظي على وزنك بالمستوى الطبيعي (كتلة الجسم تكون بين 19-25) فإذا كان وزنك أعلى من المعدل الطبيعي لكتلة الجسم فيجب تخفيضه. ثانياً: الفحص الدوري المنتظم للحالة الصحية فعندما يتم تشخيص المتلازمة فيجب أن يكون هناك فحص دوري منتظم للبحث عن أي تغييرات مبكرة تدل على مشاكل صحية فإذا كانت المرأة اكبر من 40 سنة فيجب فحص سكر الدم مرة في السنة للتأكد من عدم ظهور مرض السكر وإذا كان هناك سمنة أو إصابة بالسكري في العائلة فيجب فحص سكر الدم قبل الوصول الى 40 سنة. اذا لم تظهر الدورة الشهرية لأكثر من 4 شهور متتالية فيجب زيارة الطبيب وهناك يجب عمل أشعة فوق صوتية والتأكد من عدم وجود اسباب أخرى قبل حدوث الدورة الشهرية. يجب مناقشة الطبيب عن مستوى ضغط الدم والكوليسترول بالدم ومتابعته. ولا يوجد هناك علاج نهائي للمتلازمة، ولكن الغرض من العلاج هو التقليل من اعراض المرض وآثاره على المدى الطويل. تناول الادوية والعلاج وحده لا يساهم في تحسين الحالة الصحية للمصابة وهناك الكثير من النساء المصابات بمتلازمات تكيس المبايض تمكنّ بنجاح من التخلص من هذه الاعراض وتأثير المرض على المدى الطويل بتغيير اسلوب حياتهم الصحية بدون أي تدخل طبي. * قسم العقم وطب الإنجاب