خطوة جيدة وعلى الطريق الصحيح، تلك التي أقدم عليها البنك السعودي للتسليف والادخار، عندما قام بإجراء استطلاع عن الادخار وبرامجه المفضلة أو المقترحة لدى المواطنين، من خلال استبيان متاح حالياً عبر الموقع الالكتروني للبنك. بنك التسليف والادخار الذي تأسس في عام 1391ه، من المفترض أنّ له وظيفتين أساسيتين هما الإقراض وكذلك تصميم وتوفير البرامج الادخارية لأفراد المجتمع، ولكنه وعلى مدى ال44 عاماً الماضية، كان دوره مقتصراً على تقديم القروض الاجتماعية والمهنية، وأضاف لها مؤخراً تمويل المشاريع التنموية الصغيرة والناشئة. لم أطلع على دراسات تبين لنا مستويات الادخار لدى أفراد المجتمع، ولكن ما تظهره لنا الأرقام والمؤشرات المالية، وكذلك ما نراه من تصاعد موجة الانفاق الاستهلاكي، يعطينا دلالات ومؤشرات على انخفاض في مستويات الادخار لدينا. فأرقام مؤسسة النقد العربي السعودي، تشير إلى وصول إجمالي القروض الاستهلاكية بنهاية النصف الأول من عام 2013 إلى ما يزيد عن 321 مليار ريال (بنهاية 2012 كانت 292 مليار ريال). كذلك الازدحام الذي تشهده الأسواق والمجمعات التجارية، وخصوصاً في فترات صرف الرواتب يشير إلى ارتفاع وتيرة الإنفاق الاستهلاكي وانخفاض الوعي بأهمية الادخار. أدرك أنّ ارتفاع الأسعار وثبات مستوى الأجور، يشكلان عامل ضغط على مداخيل الأفراد، ولكن نقص الوعي أيضاً بأهمية وجدوى الادخار، وعدم توافر البرامج المناسبة له، والتي يقع عبء استحداثها وتصميمها على الأجهزة الحكومية، ومن ضمنها بنك التسليف والادخار، يعد سبباً رئيسيا في هذه المشكلة. أتمنى أن يكمل بنك التسليف والادخار ما بدأه كما أتمنى أن تُستحدث جهة حكومية تكون مختصة بدراسة ومعرفة الأوضاع المالية للمواطنين، وإجراء الدراسات والاستطلاعات، وكذلك في تقديم خدمات الاستشارات المالية. كما أدعو الجميع إلى الدخول على موقع البنك على الانترنت والإجابة على أسئلة الاستبيان الخاص بالادخار.