حذر مختصون اقتصاديون من ارتفاع القروض الاستهلاكية في السوق المحلي والتي وصلت إلى 321 مليار ريال مما يدق ناقوس الخطر بتزايد حالات التعثر لدى المواطنين بسبب الإفراط باستهلاك هذه القروض التي زادت خلال الربع الثاني 22%. وأرجعوا السبب في زياده هذه القروض إلى عدم الوعي المالي بخطورة تلك القروض لدى المستهلكين مع تراكم نسب الفوائد واحتمالية عدم السداد. وأكدو أن ارتفاع حجم القروض الكبيرة للسلع الاستهلاكية وبطاقات الائتمان يثيران القلق في ظل قيام الكثير من المستهلكين بعدم الترشيد في عملية الاقتراض، مما وضع الكثير من هؤلاء المقترضين في مشاكل مادية مع الديون والأقساط المتراكمة، الأمر الذي ساهم في نسف الجهود الرامية إلى رفع درجات الوعي الادخاري والاستثماري. وقال المستشار الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة إن إجمالي قروض بطاقات الائتمان وصل إلى 7.98 مليارات ريال في 2012 وهو أعلى من عام 2011 ولكن أقل من أعلى مستوى لهذه القروض في عام 2008 عندما وصل إلى 9.5 مليارات ريال، وفي النصف الأول من 2013 وصل متوسط تلك القروض إلى 7.5 مليارات ريال وهو أقل من العام السابق ولكنه ما زال مرتفعا. وأضاف بأن القروض الاستهلاكية ارتفعت إلى 307 مليارات ريال في الربع الأول، وإلى 321 مليار ريال في الربع الثاني من 2013، بزياده نسبتها 24% و22% عن نفس الربعين الممثالين لهما في 2012. وتابع ابن جمعة أنه للأسف أن معظم هذه القروض لم تكن في تمويل العقار ولا في شراء السيارات والمعدات بل في سلع استهلاكية أخرى، مشيرا إلى أن السبب في زيادة هذه القروض يرجع لعدم الوعي المالي بخطورة تلك القروض لدى المستهلكين مع تراكم نسب الفوائد واحتمالية عدم السداد وكذلك ارتفاع النزعة الاستهلاكية بقيام الفرد بالحصول على قرض دون أن يوجد لديه خطة لاستثمار هذا القرض. من جهته قال المحلل الاقتصادي عبدالرحمن القحطاني أن توجه المستهلكين نحو القروض الاستهلاكية بدلا من القروض الاستثمارية أمر سلبي سينعكس على المقترض لاحقاً ويزيد من حالات عدم السداد وبالتالي تحمل المقترض أعباء كبيرة فوق طاقتة وإمكانياته المالية. ولفت إلى أن الكثير من المستهلكين لا يمارسون الترشيد في عملية الاقتراض كون هذه القروض لا تقدم للمقترض قيمة مضافة، بل تزيد من حجج الاستهلاك السلبي الذي يؤدي إلى الزيادة في الطلب على السلع وارتفاع الأسعار وتحمل أعباء وديون أكثر. وطالب القحطاني بتعزيز مبادئ الادخار وغرس مفاهيمه في المجتمع للحد من ظاهرة انتشار القروض الاستهلاكية مع أهمية قيام مؤسسة النقد بتكثيف حملاتها لزيادة الوعي المالي لدى المستهلكين مع كثرة المغريات والدعايات البراقة من قبل جهات الإقراض لجذب أكبر شريحة من المقترضين في ظل عدم وجود تخطيط مالي لدى هؤلاء المقترضين الأفراد.