ولد الأمير عبدالرحمن بن أحمد بن محمد السديري في الغاط عام 1338ه وفي عام 1362ه أمر الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – بتعيين الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري أميراً لمنطقة الجوف، وهي المنطقة التي أحبها وقدّم لها الكثير من جهده ووقته، واهتم بالنهضة العلمية في الجوف، وكانت له إسهامات مبكرة في نشر العلم وتشجيع أهل البادية على الاستقرار لينال أبناؤهم حقهم من التعليم. وقد أسس - رحمه الله - مكتبة دار الجوف للعلوم، وكذلك مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية التي أسسها لتمويل دار الجوف للعلوم، والتي تعد أول وقف علمي في المنطقة الشمالية بالمملكة، وهي تجربة رائدة ارتقت بالمستوى العلمي والثقافي لأبناء الجوف. ومن أبرز أعمال الأمير عبدالرحمن السديري في المجالات الإدارية والثقافية والاجتماعية: تمثيله حكومة المملكة في اللجان التي شكلت لمعالجة مسائل الحدود مع القبائل السعودية والعراقية عام 1948م ورئاسة لجان المنازعات لترسيم الحدود بين المملكة والعراق، و تولي إدارة مفتشية الحدود الشمالية وإمارة القريات بالوكالة، وتشجيع تعليم الفتيات بمنطقة الجوف، وقد افتتح أول مدرسة للبناب، وحصل على وشاح الملك عبدالعزيز - من الدرجة الثانية، كما حصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى. كما أسس مكتبة الثقافة العامة بالجوف عام 1963م على نفقته الخاصة، وأسس مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية عام 1983م ولها نشاطات ثقافية وعلمية وتعليمية مختلفة، وأقام أول سباق منظم للإبل بالجوف على مستوى المملكة عام 1383ه وأسس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالجوف عام 1386ه وأسس جمعية الوقاية والعلاج التعاونية عام 1392ه إضافة إلى مشاركته في لجنة نظام المقاطعات الذي صدر بموجبه مرسوم ملكي لتحديد المناطق وأنظمتها. وقد ظل الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري أميراً لمنطقة الجوف لمدة 48 عاماً حيث تقاعد بناء على طلبه عام 1409ه وتوفي رحمه الله يوم الأحد 26 صفر 1427ه حيث أديت عليه الصلاة في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض ودفن في محافظة الغاط.