قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن "الأزمة السورية لم تحصل على الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي وبخاصة ما حدث من تشريد وتجويع للشعب السوري الذي أكل لحم القطط والكلاب"، مؤكدا "استمرار بلاده بالعمل مع الأردن للوصول إلى عقد مؤتمر جنيف 2". جودة: الأردن يتحمل أعباء اللاجئين السوريين نيابة عن المجتمع الدولي وأضاف كيري في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الأردني ناصر جودة عقب اجتماع بينهما في عمان بحثا فيه تطورات الأزمة السورية وأهمية انعقاد مؤتمر جنيف 2 للتوصل إلى حل سياسي وانعكاسات هذه الأزمة الإنسانية على الأردن إلى جانب عملية السلام . ولفت كيري إلى "إننا ندرك تأثير ما يجري في سورية على الأردن ونحن ممتنون جدا للشعب الأردني وللحكومة الأردنية على كرمهم وسخائهم في استقبال اللاجئين السوريين مساعدتهم وإيوائهم حيث ناقشنا خلال مباحثاتنا الأزمة الإنسانية في سورية". وأشار إلى " أن الملك عبدالله الثاني قدم لنا العديد من الأفكار والاقتراحات الهامة"، مؤكدا حرص الولاياتالمتحدة الأميركية على استمرار التواصل والتشاور والتنسيق مع الأردن حيال عملية السلام وقضايا المنطقة. وأكد كيري أن "الأردن ليس مجرد جار أو متفرج فيما يخص عملية السلام إنما طرف أساسي وله مصالح كبيرة في نتائج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو شريك في السلام مع جميع الأطراف". وقال انه "أجرى مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال "بالرغم من وجود صعوبات إلا أن المحادثات بين الطرفين كانت مثمرة وستستمر" مؤكدا "التزام الولاياتالمتحدة الأميركية بتحقيق السلام ". وقال كيري أن "السلام الذي يضمن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع 57 دولة عربية وإسلامية سوف يجعل المنطقة أكثر المناطق غنى ويخلق فرصاً اقتصادية لا يمكن تخيلها". وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على أهمية تجسيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام وعاصمتها القدسالشرقية 1967 استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية لافتا إلى أن الأردن يعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أردنية عليا. وأضاف جودة أن الملك عبدالله الثاني أجرى مع الوزير كيري مباحثات هامة وواضحة وشاملة حول العديد من القضايا مشيرا إلى اتصال هاتفي أجراه كيري مع الملك قبل أيام حول طبيعة هذه الزيارة إلى المنطقة وأهدافها. وأشار جودة إلى الانعكاسات الإنسانية للأزمة السورية على الأردن من خلال استقباله أكثر من 600 ألف لاجئ سوري على أراضيه وتقديم الخدمات لهم على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الأردن مؤكدا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لمساعدة الأردن للاستمرار بأداء هذا الدور الذي يتحمله نيابة عن العالم ومعربا عن شكره لمساندة ودعم الولاياتالمتحدة الأميركية للأردن. وفي رده على سؤال قال ان الملك عبدالله الثاني يؤكد أن قلوبنا وأبوابنا مفتوحة لاستقبال أشقائنا السوريين ولكن لا يوجد أي بلد في العالم مهما كانت قوته الاقتصادية أو السياسية أو موارده يستطيع أن يتحمل زيادة سكانية بمقدار 20 إلى 21 بالمائة في فترة لا تتجاوز السنتين. وبيَّن أن الأردن مستمر باستقبال اللاجئين وهو يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الدور الذي يقوم به نيابة عن العالم وفي غياب هذا الدعم فإن جميع الخيارات مفتوحة لحماية مصالحنا وحماية شعبنا حيث إن المساعدات التي تأتي ما زالت اقل بكثير من حاجة الأردن .