بدأت الولاياتالمتحدة تجري تحديثا كبيرا لقنبلتها النووية بي61 في عملية اساسية لمستقبل ترسانتها يفترض ان تجيز مواصلة جهود الحد من التسلح فيما يندد عدد من الخبراء بكلفتها الهائلة ويؤكدون عدم جدواها. وهذه القنبلة التي وضعت في الخدمة في سلاح الجو الاميركي منذ السبعينات تلقى من الطائرة، على عكس الصواريخ التي تطلق من منصات برية او غواصات والتي تملكها الولاياتالمتحدة بكثرة. غير انها تبقى ضرورية جدا على ما اكد مسؤولو الدفاع في جلسة امام لجنة في مجلس النواب الاسبوع الفائت. وقال الجنرال روبرت كيلر الذي يرأس القيادة الاستراتيجية المسؤولة عن القوات الاستراتيجية الاميركية ان "بي61 هي السلاح الوحيد في ترسانتنا التي تؤدي في آن مهاما تكتيكية واستراتيجية". ويمكن تعديل قوة كل قنبلة بحسب اربعة نماذج لتتراوح بين 0,3 و360 كيلوطن اي ما يوازي 360 الف طن من التي ان تي. وهذه القنبلة هي الوحيدة التي يخزن الاميركيون حوالى 180 منها في القارة الاوروبية، في قواعد للحلف الاطلسي في المانيا وبلجيكا وايطاليا وهولندا وتركيا. ولخص المحلل في مجموعة اتحاد العلماء الاميركيين للابحاث هانس كريستنسن ان المشروع يرمي الى جمع مختلف انواع قنبلة بي61 في طراز واحد يسمى بي61-12 يشكل "قنبلة نووية شاملة معززة" وتحسين سلامتها وتقليص تكاليف صيانتها. كما توقع تزويد القنبلة المحدثة بآلية ارشاد لتحسين دقتها وبالتالي تقليص كمية المواد الانشطارية اللازمة لتدمير الهدف. الى جانب سحب قنبلة بي83 مستقبلا من الخدمة وهي الاقوى في الترسانة الاميركية (1,2 ميغاطن) يجيز برنامج التحديث هذا تقليص كمية المواد الانشطارية الاجمالية في القنابل التي تلقى من الطائرات الى سدسها على ما اكد دونالد كوك الرجل الثاني في ادارة الامن النووي. واكدت مادلين كريدون مسؤولة الشؤون الاستراتيجية في البنتاغون ان "هذه المقاربة يتوقع ان تجيز تقليص عدد الاسلحة الاجمالي عندما يحين الوقت" مذكرة بارادة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي كررها في برلين التفاوض مع روسيا على تقليص عدد الاسلحة النووية التكتيكية في اوروبا. لكن برنامج التحديث الذي ما زال في أوله سبق ان انحرف عن مساره. ففيما قدرت كلفته ب4 مليارات دولار قبل عامين بلغت حاليا 8,1 مليارات بحسب كريدون. وقدرت لجنة في البنتاغون كلفته بين 10 و12 مليار دولار. واثار هذا التضخم في الكلفة استياء عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الذين نددوا به ودعوا الى تخفيض الميزانية المخصصة للمشروع للعام 2014 وقدرها 537 مليونا بنسبة الثلث. واعتبر كينغستون ريف من نشرة علماء الذرة ان "الحجج ضد تحديث بي61 بسيطة: انه باهظ الكلفة ولا يمكن انجازه وغير مجد". كما اعتبر مدير الابحاث في جمعية ضبط الاسلحة توم كولينا ان سلاح الجو الاميركي افرط في الطموح وسط فترة التقشف الجارية في الميزانية. فعليه تمويل تطوير طائرة اف-35 المطاردة وطائرة قاذفة جديدة ذات شعاع عمل كبير كما ينوي طلب تطوير صاروخ نووي عابر جديد مع حلول 2030. اما بخصوص ارادة الرئيس الاميركي العمل على تقليص عدد الاسلحة النووية التكتيكية في اوروبا فاعتبر ان "لا معنى لانفاق المليارات لتحديث اسلحة سبق ان قال الرئيس انه يريد التخلص منها". وقد تأتي نتائج هذا التحديث بعكس المرجو من منظار المحادثات مع روسيا. فبالرغم من الهدف الذي اعلنته واشنطن قد يستاء الروس الذين يزداد اعتمادهم على السلاح النووي ولا سيما لضعف قواتهم التقليدية النسبي، بحسب المصدر. واوضح "لا ادري ما سيكون ردهم لكن من المؤكد انه لن يكون ايجابيا".