في يوم من الأيام ومن أحد برامجي المفضلة شاهدت لقاء بين زاويتين مختلفتين لكل منهما وجهة نظر وللعاقل إدراك الصواب. بجوار أخي والذي يبلغ من العمر الثالثة عشرة وهو العمر الذي من خلاله تتشكل شخصية الإنسان.. وجدته يفتح باب الحوار بيني وبينه بخصوص ذلك الموضوع لنتناول انا وهو جميع ما قد يكون علامة استفهام أمامه؟ في ذلك الحوار فُتحت النافذة على ساحة (التربية والموسيقى وما تخلقه الموسيقى في كيان الشخص لتحدث ذلك التغير من إلى ما نريد..؟) الطرف الأول في البرنامج كان مع أخذ الموسيقى كعلاج حيث ان الموسيقى أثرت في البشرية منذ قديم الزمان واستطاعت ان تعالج وتغير في سلوكيات الشخص.. والطرف الآخر كان ضد هذه الفكرة، بل أبطلها وجردها من الحقيقة مستشهداً بأسانيد شرعية يرى فيها أن الموسيقى حرام وان العلاج الوحيد للإنسان وتكوين شخصيته والمحافظة عليه من اي غزو فكري ذلك الدواء الشافي وهو التحلي بالاخلاق وتوعية الفكر عن طريق القدوة الحسنة والتمسك بالعقيدة الاسلامية لتسمو النفس بمكارم الاخلاق وان تكون هناك توعية فكرية لمحاربة داء جهل الفكر وليس معالجته بجهل آخر حيث بدأ الكثير من الناس الخلط فيه فالكل بدأ يبحر في أفكاره معلنًا لنا حرية معتقداته حتى بدأنا الشك بأنفسنا في أشياء لا يجوز السؤال فيها لوضوح النص الشرعي فيها فهي كضوء الشمس لا نستطيع حجبه، ذلك أنه من خلال التربية نستطيع تحصيل المعرفة وتوريث القيم كما هي.. والتوجيه للتفكير وتهذيب السلوك ولو وضعنا كل وجهات النظر في ميزان لو جدنا الكفة التى رجحت هي ما تربينا عليها وتغذت اجسدنا ولازالت علاجاً لاروحنا وهي التربية بالأخلاق والموعظة هي التربية بالقرآن بالكلمة الحسنة وتهذيب العقل ليرتقي بفعله.. وايضاً سنجد انفسنا أمام سؤال لن نستطيع مواجهته من ابن أو أخ.. كيف نحلل ما جاء محرماً في كتاب الله؟ واعلموا أن: "الحلال بيّن، وأن الحرام بيّن، وأن بينهما أمورًا مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه" أما عن أخي الصغير رفض الفكرة لعدم اتزانها وعدم تحقيقها في مخيلته للقبول، ليرفضها ويردد تمسكنا بالعقيدة والقيم والأخلاق هو طريق الصواب.