قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يأمل في عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن سوريا قبل نهاية العام رغم ما تردد عن خلافات مع الولاياتالمتحدة بشأن تمثيل المعارضة في المؤتمر. وناشد ميدفيديف طرفي الصراع في الحرب الاهلية السورية تقديم تنازلات وانتقد المعارضة لمطالبتها بضمانات لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط لمشاركتها في المحادثات. وقال ميدفيديف لرويترز في مقابلة جرت في ساعة متأخرة الليلة الماضية "آمل ان يكون من الممكن عقد المؤتمر بحلول نهاية هذا العام لكننا ندرك ان نفوذ كل الاطراف المشاركة محدود". واستطرد "الامر يتوقف بدرجة كبيرة على موقف الاطراف السورية. نحن ندفعهم في هذا الاتجاه وآمل ان يفعل نفس الشيء كل من يتحدث مع الدوائر المختلفة في سوريا". وأضاف "انها عملية صعبة وعلى الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية". ومن المقرر ان يلتقي مبعوثو الولاياتالمتحدةوروسياوالاممالمتحدة في جنيف يوم الثلاثاء القادم في اطار الاستعداد للمؤتمر الذي تأخر طويلا والذي اقترحته موسكو وواشنطن في بادئ الامر منتصف العام المقبل. ومن المرجح تأجيل آخر موعد معلن للمؤتمر وهو عقب ثلاثة أسابيع. وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات ان نقطة الخلاف الرئيسية هي دور ائتلاف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب. وتقول دول غربية وخليجية معارضة للاسد انه يجب ان يكون هناك "وفد واحد ممثل للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة" يقوده الائتلاف الوطني السوري المعارض. وترى روسيا ان الائتلاف هو مجرد جزء من المعارضة واقترحت وجود عدة وفود منها وفد لشخصيات مقيمة في دمشق تغض الحكومة عنها الطرف لتمثل خصوم الاسد. وقال ميدفيديف "أعتقد ان الافكار التي تطرح في بعض الاحيان - دعونا نضع الرئيس الاسد جانبا ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء - غير واقعية مادام الاسد في السلطة" وأضاف رئيس الوزراء الروسي "هو ليس مجنونا. يجب ان يحصل على بعض الضمانات وأن يستمع لمقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها ويطلع على مدى إمكانية تنظيم انتخابات ويعرف مصيره الشخصي".وذكر ميدفيديف ان الاسد ربما يكون قلقا بسبب المصير الذي لقيه الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية وقدم للمحاكمة او الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل بوحشية بعد الاطاحة به. وقال ميدفيديف "عليك ان تتفق على انه حين يتذكر مصير مبارك او العقيد معمر القذافي.. لن يتحسن مزاجه على الارجح. ولذلك لا يمكن ان تقول فقط (ارحل وبعدها سنتفق على كل شيء)". واطيح بالقذافي حين طلب ميدفيديف - وحينها كان رئيسا لروسيا - من الوفد الروسي في الاممالمتحدة عدم تعطيل قرار في مجلس الامن مهد الطريق لتدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا. وتعهد ميدفيديف والرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين بألا يحدث هذا مجددا في سوريا. وعبر ميدفيديف عن استيائه من اضطرار روسيا الى اخلاء سفارتها في طرابلس بعد ان هاجمتها حشود غاضبة الشهر الماضي. وقال "أي دولة تلك التي لا تستطيع ان تكفل الأمن الاساسي للدبلوماسيين. قلت حين كنت رئيسا انه لا يمكننا ان نسمح بتطور الاحداث بهذا الشكل في سوريا". وفي نفس السياق دعت وزارة الخارجية الروسية إلى عدم تسييس القضايا الإنسانية للأزمة السورية وتجنب سياسة المعايير المزدوجة في هذا المجال. وشددت الوزارة في بيان أصدرته أمس الجمعة على "ضرورة تجنب تسييس أصعب المشكلات الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري، وتجنب سياسة المعايير المزودجة". ودعا البيان جميع القوى الخارجية إلى مواصلة العمل بالمجال الإنساني في هذا الإطار من أجل المساعدة في تخفيف معاناة المدنيين في سوريا، بالتعاون مع الجهات السورية. وأوضح البيان أن النزاع في سوريا قد أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في مختلف مناطق البلاد خاصة في المعضمية بالقرب من دمشق، مشيراً إلى أن السلطات السورية تمكنت، بالتعاون مع الجمعية السورية للهلال الأحمر، من إجلاء نحو 3 آلاف شخص من المعضمية، إلا أن مسلحين حاولوا عرقلة هذه العملية. وأكد البيان أن الجانب الروسي ساهم في عملية إجلاء مواطنين من هذه المدينة السورية، مشيراً إلى أن موسكو كانت تعمل مع السلطات السورية وتوجهت كذلك في هذا الصدد بنداء إلى المعارضة أيضاً.