يشرفني أن أغتنم مناسبة حلول العام الهجري الجديد (1435ه) لأرفع أجمل التهاني وأطيب التبريكات إلى مقام سيدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، سائلاً الله العلي القدير ان يمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد وان يحقق على يديه الكريمتين كل ما تصبو إليه المملكة العربية السعودية والأمتان العربية والإسلامية من رفعة وتقدم وازدهار. إن العلاقات الوطيدة التي تربط بين مملكة البحرين وشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية تسمو إلى أرفع المستويات لتكون نموذجاً يحتذى به في العلاقات الثنائية بين الدول. وهذه العلاقات المتينة ذات جذور عميقة في التاريخ ولا شك أنها علاقات أخوية ترتكز إلى أواصر القربى ووشائج الأنساب. وكل ذلك يتمثل في شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ثمارها الزكية في كل حين. إنها نتاج الجهود المثمرة لخادم الحرمين الشريفين وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظهما الله وأعز ملكهما. ولعل مجالات التعاون تظل مفتوحة بيننا على اتساعها، لكي تصل ثماره الطيبة إلى أبناء الشعبين الشقيقين على المستويات كافة. وبقدر ما تتيح لي هذه المساحة أود ان أعرب عن تقدير مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً للمواقف النبيلة والدعم المستمر الذي نجده من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سلمه الله، ومن ولي عهده الأمين ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الممثل الشخصي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً. ولا شك ان السياسة الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي تتسم بالتوازن والحزم واستيعاب مختلف المستجدات في المنطقة والعالم هي التي أعطت للمملكة العربية السعودية الشقيقة هذا المركز الدولي المتقدم والمهم وهذا الدور الفعال والمؤثر في المجتمع الإنساني. ويقيني ان المنجزات التي تحققت في المملكة الشقيقة هي منجزات ضخمة ورائعة بكل المقاييس، وهي ثمرة طيبة لهذه السياسة ونتاجها الوفير الذي يصب في خدمة المصالح الوطنية والعربية والإسلامية كافة. إننا نقدر عالياً الدور الكبير الذي تنهض به المملكة العربية السعودية الشقيقة في خدمة الحرمين الشريفين والحرص على توسعتهما وتطويرهما والتسهيل والتيسير على حجاج بيت الله الحرام، وتوفير الرعاية الكاملة لهم لأداء مناسكهم، وهي مسؤولية دينية وأخلاقية كبيرة، نسأل الله ان يجعل ثوابها في سجل حسنات خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة. ولعل النجاح الباهر الذي تحقق لموسم الحج لهذا العام، يجعلنا نسجل ذلك بفخر واعتزاز كبيرين ونسأل العلي القدير دوام التوفيق والسداد. وعلى المستوى الدولي فإن المملكة العربية السعودية لا تألو جهداً في النهوض بمسؤولياتها الكبيرة وأداء دورها الفاعل والمؤثر بنجاح. وفي هذا السبيل كانت التحذيرات السعودية المستمرة من غياب العدالة والمساواة في المجتمع الإنساني، ورفضها مبدأ المعايير المزدوجة التي تأخذ بها بعض الدول الكبرى في تعاطيها مع القضايا العربية والإسلامية، وما رفض المملكة العربية السعودية تصرفات هذه الدول في منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلاّ أحد المؤشرات على حجم استشعارها بمسؤولياتها الدولية، ولذلك جاء اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائمة رغم ان العضوية هي بموافقة شبه اجماعية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك احتجاجاً على احتكار المجلس وقراراته وقدرة الدول الدائمة العضوية على تجميد عمل المجلس ب «الفيتو» المعهود، وخصوصاً عند مناقشة القضايا العربية والإسلامية. إننا نعتز بهذه المواقف الحاسمة والمبدئية المشرفة ونجد أنها تعبر عن فكر إنساني أصيل ومنفتح ومتسامح لكنه في الوقت نفسه لا يفرط في الحقوق الوطنية والعربية والإسلامية. وهذه مناسبة عطرة لنستذكر من خلالها جهود وكفاح المسلمين الأوائل ودأبهم لإقامة دولة الإسلام الحنيف، على أساس من المساواة والعدل والتآخي بين الناس، وحرصهم على ما يمثله الإسلام من تسامح ووسطية واعتدال ومبادئ إنسانية رفيعة وقيم أخلاقية عالية. حقق الله الآمال.. وكل عام وأنتم بخير،،، * سفير مملكة البحرين لدى المملكة