أطلقت فرنساوالمانيا مبادرة مشتركة مدعومة من الدول الاوروبية الاخرى سعيا لايجاد ارضية تفاهم مع الولاياتالمتحدة قبل نهاية العام في ما يتعلق بمسائل التجسس، اثر الكشف عن مدى انشطة التجسس الاميركية. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي في ختام اليوم الاول من قمة اوروبية في بروكسل «لا بد من وضع حد لهذه الانشطة والمطالبة بتوضيحات». وتابع «هذا ما فعله الاوروبيون هذا المساء وبالاجماع اذ اعتبروا ان هناك مع حليفنا الاميركي عددا من التوضيحات» الواجب تقديمها مؤكدا «نعلم انه سيتم الكشف عن مسائل اخرى». واعتبر هولاند ان معلومات سنودن قد تكون «مفيدة» في نهاية المطاف اذ انها قد تقود الى «مزيد من الفاعلية» في عمل اجهزة الاستخبارات ومزيد من الحماية لحياة المواطنين الخاصة. وأوضح «نريد ان نعرف ما تعرفه الصحافة وان تستمر في نشره انطلاقا من وثائق سنودن». أميركا لأوروبا: التسريبات تكشف تجسسكم أنتم أيضاً أوروبا متورطة أيضاً لكن الولاياتالمتحدة حذرت اجهزة الاستخبارات الاجنبية من ان الوثائق التي حصل عليها ادوارد سنودن تحتوي على تفاصيل حول طريقة تعاونها السري مع واشنطن، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست مساء الخميس. وكتبت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها في الادارة الاميركية انه من بين عشرات آلاف الوثائق التي جمعها سنودن فان بعضها يحتوي على معطيات حساسة حول برامج موجهة ضد بلدان مثل ايرانوروسيا والصين. وذكرت واشنطن بوست على سبيل المثال أن هناك وثائق تتضمن معلومات حول برنامج تجسس على روسيا تنفذه احدى دول الحلف الاطلسي ويعطي سلاح الجو والبحر الاميركي معطيات ثمينة. وقال مسؤول اميركي للصحيفة انه «اذا علم الروس به فلن يكون من الصعب عليهم اتخاذ التدابير الضرورية لوضع حد» للبرنامج. أما البيت الأبيض فقد أقر على لسان مستشارته بأن برنامج المراقبة الاميركي اثار توترات «شديدة» مع بعض اقرب حلفاء الولاياتالمتحدة غير ان هذه النشاطات تبقى مشروعة على حد قولها كما أنها أشارت لوجود رقابة ذاتية. وقالت ليسا موناكو مستشارة الرئيس باراك اوباما للامن الداخلي ومكافحة الارهاب في مقالة نشرتها صحيفة يو اس ايه توداي ان المعلومات التي كشفت في الاشهر الاخيرة «اثارت توترات شديدة مع بعض اقرب شركائنا الاجانب». وتابعت «مع اننا نجمع النوع نفسه من المعلومات التي تجمعها جميع البلدان الاخرى، الا ان اجهزة استخباراتنا تخضع لمزيد من القيود والمتابعة من اي بلد اخر في التاريخ». بروكسل تطالب بحظر التجسس.. وتحالف «العيون الخمس» مرشح للتوسع وكتبت المستشارة ان «الرئيس امرنا بمراجعة طاقاتنا الاستخباراتية بما في ذلك تجاه شركائنا الاجانب» مذكرة بان الوسائل الاستخباراتية الاميركية «لا تضاهى» الا انها ليست «خالية من القيود». اتفاقية لمنع التجسس من جهتها طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الولاياتالمتحدة أن تبرم اتفاقا «لمنع التجسس» مع برلين وباريس بنهاية العام قائلة إن التجسس المزعوم على اثنين من أوثق حلفاء واشنطن في الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوقف. كانت ميركل تتحدث بعد مناقشات مع زعماء الاتحاد الأوروبي هيمنت عليها مزاعم بأن وكالة الأمن القومي الأميركية جمعت عشرات الآلاف من سجلات مكالمات هاتفية فرنسية وراقبت الهاتف المحمول الخاص لميركل. وقالت المستشارة الألمانية انها تريد من الرئيس باراك اوباما أن يتخذ إجراء لمعالجة المشكلة لا مجرد كلمات الاعتذار. وستسعى ألمانياوفرنسا الى «تفاهم متبادل» مع الولاياتالمتحدة بشأن التعاون بين اجهزة مخابراتها وقد تنضم اليهما دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف. ميركل ستصطدم بأميركا (أ.ب) وقدمت المبادرة الفرنسية الالمانية عند افتتاح القمة «بهدف التوصل قبل نهاية السنة الى اتفاق حول العلاقات المتبادلة» بين الاوروبيين والاميركيين في مسائل التجسس، على ما اعلن رئيس مجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي. واوضح فان رومبوي ان المطلوب انشاء مجموعة يمكن للدول الاعضاء الاخرى الانضمام اليها من اجل ايجاد قواعد مشتركة مع الولاياتالمتحدة بشأن انشطة التجسس محذرا من ان «فقدان الثقة يمكن ان يضر بالتعاون». وقال «جميعنا متفقون على النص، جميع الدول ال28» في وقت افادت معلومات عن تمنع من جانب البريطانيين الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة والذين اتهموا هم ايضا بالتجسس على دول اوروبية اخرى ولا سيما ايطاليا. وقال رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا ان نظيره البريطاني ديفيد كاميرون ابدى «موقفا ايجابيا» وقد امتنع كاميرون عن الادلاء باي تصريحات سواء عند وصوله الى القمة او عند خروجه منها، ما يعتبر نادرا. واشنطن: جميع الدول تتابع بعضها ولكننا نتميز بالرقابة الذاتية ولا تزال فضيحة التجسس الاميركي على الاوروبيين تتكشف وتتسع مع توارد معلومات جديدة واخرها نقلتها صحيفة ذي غارديان اذ اكدت مساء الخميس ان وكالة الامن القومي الاميركية الضالعة في عمليات التنصت على الاتصالات في فرنسا والبرازيل والمكسيك تنصتت على اتصالات 35 من قادة العالم. «العيون الخمس» تتسع وكانت برلين قد اثارت الدهشة حين اعلنت ان الهاتف المحمول للمستشارة انغيلا ميركل ربما تعرض للتنصت من قبل اجهزة الاستخبارات الاميركية. واعلنت ميركل لدى وصولها الى بروكسل «ان التجسس بين الاصدقاء امر غير مقبول». لكنها امتنعت عن التطرق الى اي وقف محتمل لمفاوضات التبادل الحر الجارية بين الكتلتين وهو ما طالب به رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني سيغمار غابريال. وابلغت ان هذه المسألة لم تطرح بين القادة الاوروبيين محذرة من مخاطر وقف المفاوضات التجارية مع واشنطن. وعلى غرار هولاند في مطلع الاسبوع طلبت ميركل قبل انعقاد القمة توضيحات من الرئيس باراك اوباما وحذرت من انه اذا تأكد هذا الامر فسوف يسدد «ضربة شديدة للثقة» بين الدولتين الحليفتين. ورفض البيت الابيض القول ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تجسست في السابق على اتصالات المستشارة الالمانية واكتفى المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني بالقول ان الولاياتالمتحدة «لا تراقب ولن تراقب اتصالات المستشارة» مضيفا «اننا نعترف بان الولاياتالمتحدة تقوم بجمع معلومات مثلما تفعل الدول الاخرى». وموضوع التجسس يرتدي طابعا حساسا في المانيا التي لا تزال تحت صدمة عمليات المراقبة المنهجية والمكثفة للمواطنين التي كان يقوم بها جهاز استخبارات المانياالشرقية سابقا (ستاسي) ايام الجمهورية الديموقراطية الالمانية التي نشأت فيها ميركل. وفي تلميح الى تلك الحقبة حذر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو من «التوتاليتارية» مشددا على «الحق الاساسي» في احترام الحياة الخاصة. وترتبط الولاياتالمتحدة باتفاقيات «لمنع التجسس» مع بريطانيا واستراليا ونيوزيلندا وكندا وهو تحالف يعرف باسم «العيون الخمس» أقيم بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن كان هناك إعراض عن ابرام اتفاقات مماثلة مع حلفاء آخرين على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تتمتع بها الولاياتالمتحدةوالمانيا في الوقت الحالي. هولاند أشاد بسنودن (أ.ب) سنودن يتحكم بالغرب من روسيا (أ.ب)