المتأمل لمسيرة الراحل العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله تعالى- طيلة فترة حكمه يجدها حافلة بالعطاء والكثير من الإنجازات في شتى المجالات والأصعدة، والتي كانت بمثابة دعامة من الدعائم الأساسية لبناء الدولة السعودية الحديثة بمقوماتها المختلفة وقد كان للطفرة الهائلة التي شهدتها مملكتنا إبان تلك الفترة على يد الراحل العظيم بالغ الأثر في النهوض بها للحاق بركب الحضارة والتقدم الذي أصاب العالم الغربي آنذاك، حيث تمثلت هذه الطفرة بظهور النفط على المسرح الاقتصادي وبروزه كثروة وطنية وعائد أساسي من عائدات المملكة التي أصبحت تفتخر بها فيما بعد وقد اصبح تدفقه على أيادي الراحل البيضاء يشكل أهمية كبيرة تصب في خانة الاقتصاد الوطني والذي بدأ ينمو شيئا فشيئا إلى أن اكتملت بنيته التحتية ومقوماته الرئيسية، والتي مهدت الطريق إلى قيام نهضة هائلة في جميع المجالات صحية، تعليمية، ثقافية، عمرانية وما إلى ذلك. وقد شكلت تلك الفترة مرحلة بناء المجتمع السعودي ومن ثم صياغة الإنسان ليواكب هذه المرحة المهمة في تاريخ المملكة فانعكس أثره واضحا في الحياة الاجتماعية بالنسبة للفرد فاصبح يشعر بالأمن والرخاء والرفاهية مقارنة بشعوب الدول الأخرى. وهذه المنجزات التي أشرنا إليها ما هي الاغيض من فيض ولا شك أنها تقف شاهدة لتحكي عظمة صانعيها وتبرهن كذلك على صواب الرأي وقوة الهمة والعزيمة لمن بذلوا الغالي والنفيس من اجل رفعة أوطانهم وشعوبهم ليدخلوا التاريخ من أوسع ابوابه فيسجل لهم ذلك بأحرف من نور. فالكل يجب أن يفتخر بالراحل العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى وبإسهاماته ومنجزاته التي كرس جل وقته وجهده لاخراجها لنا بهذه الصورة الرائعة لتظل علامة بارزة وسمة مميزة لحكمة لجميع الأجيال الآتية من بعده. لذا فإن خادم الحرمين الشريفين قد خلد نفسه بذكراه العطرة وسيرته الطيبة واعماله الصالحه فهو قد ضرب مثالا حيا وشكل نموذجا رائعا في شتى ضروب الحياة وتعاملاتها المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي نعم قد رحل عنا بروحه وجسده، ولكنه يظل محفورا في الذاكرة والفؤاد إلى الأبد فالكل في تلك اللحظات الفاجعة قد ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والرحمة والمغفرة والسلوان إلى فقيدنا الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم الاسره المالكة، والشعب السعودي النبيل، والامتين العربية والاسلامية بالصبر والسلوان «انا لله وانا إليه راجعون». وها هي المملكة بوفاة الراحل العظيم قد أقبلت على مرحلة جديدة من مراحل التاريخ بالانتقال التدريجي للخلافة من بعده إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله والى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذين عاهدوا الله وبايعهم الشعب السعودي على الكتاب والسنة والسمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره حتى يتسنى لهم مواصلة المسيرة وتكملة جهود الراحل العظيم بإذن الله تعالى. وهاهي البلاد تستشرف مرحلة جديدة من مراحل التاريخ بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله سائلين المولى عز وجل أن يمدهما بعونه وتوفيقه لخدمة الإسلام والمسلمين والشعب السعودي والامتين العربية والإسلامية جعلهما الله خير خلف لخير سلف. ٭رجل أعمال