فازت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجائزة نوبل للسلام لعام 2013 وذلك لدورها الحاسم طوال سنوات في هذا المجال، ومع أن رئيس لجنة نوبل أكد على أن المنظمة لم تنل الجائزة بسبب ما حدث في سورية إلا أن التزامن بين الحدثين ومع التأييد الذي منح للمجرم بشار الأسد مقابل موافقته على تدمير ترسانته الكيميائية التي قتل بها ما يزيد على الألف من شعبه ألقى بظلاله على الجائزة خصوصا أنه نجا بفعلته وبكل ما ارتكبه من مجازر وتدمير، وحصل على المزيد من الحرية والوقت ليمارس المزيد من القتل، والغريب أن الإشادة به تأتي حتى قبل أن تنجز المهمة والأغرب أن الدول الغربية هي التي أمدته بتلك الأسلحة حسب التقارير الأمنية العالمية! ومع التقدير للجهود التي تبذل للتخلص من الأسلحة الكيميائية إلا أن هناك أسئلة بسيطة تطرح: هل مجرد حظر الأسلحة الكيميائية والنووية يعني تحقق السلام؟ وماذا عن الأسلحة الفتاكة الأخرى التي قتلت وشردت عشرات الآلاف من الأبرياء؟ أليس الموت واحد مهما تعددت الأسباب؟ ما جدوى منح الجائزة بعد موت المئات؟ وهل ستستطيع المنظمة أن تحول دون حصول الدول على التكنولوجيا الكيميائية؟ أين السلام الذي تحقق بعد قتل المئات بالكيماوي وغيره؟ بمناسبة الحديث عن جائزة نوبل نشر تقرير منذ أيام في موقع (Business Insider ) أعده (روب ويلي) يتكلم فيه عن 12 فائزا حصلوا على الجائزة عبر عقود ممن كان ينبغي ألا يحوزوا عليها، واعتبر حصول هؤلاء الفائزين على الجائزة يكشف عن قصر نظر اللجنة أو سوء تصرف أحد أعضائها بدليل أن بعض التحقيقات أظهرت لاحقا معلومات تؤكد عدم أحقية بعضهم وقد أقر أحد هؤلاء الفائزين وهو الرئيس (أوباما) أنه لا يرى نفسه من المستحقين للجائزة، وهذا مؤشر على أن اللجنة خاضعة لبعض التأثيرات أحيانا، أو أنها تجاوزت في حالات وصية (ألفرد نوبل) التي تقضي بأن يكافأ بها المؤسسات والأفراد الذين قدموا الأفضل من أجل الإخاء وتعزيز السلام بين الشعوب، وقد حدث هذا التجاوز للوصية برأي الكاتب ربما بسبب التوسع في هذا المفهوم وإعطاء التبريرات لذلك. ويشير التقرير الى أنه في عام 1948 لم يحز أحد على جائزة نوبل للسلام لعدم وجود من تنطبق عليه المعايير ويرى الكاتب أنه كان من الممكن تكرار ذلك فلا تعطى الجائزة إلا بوجود المستحق، مع أنه يرى أن هناك مرشحا تجاهلته اللجنة بطريقة ما في ذلك العام وهو (المهاتما غاندي) ويعتبر التقرير أن المنظمة التي منحت الجائزة هذا العام من المحتمل أن تكون واحدة من غير المستحقين بالمقارنة مع المدرجين في التقرير. كما أن هناك تساؤلا يطرح حول سبب تولي اللجنة النرويجية منح جائزة السلام بينما تتولى اللجنة السويدية الجوائز الأربع الأخرى وهو ما لم يوضحه (ألفرد نوبل) في وصيته!