يتجاوز دور "فن أبوظبي" مجرد عرض الأعمال الفنية المتميزة ذات الجودة المتحفيَّة التي تعرضها 50 صالة عرض فنية عريقة من حول العالم، إلى ما هو أبعد من ذلك بما يقدمه البرنامج العامّ المصاحب له هذا العام، الذي يمكنه من السّمة العالمية للفن التي تتجاوز مستويات العرض وجودته إلى تخطي أبعاد المكان متجاوزة بذلك الحدود الجغرافية، وذلك من منظور ورؤى أقطاب عالم الفن من فنانين ومبدعين وقيّميين ومقتنين وأكاديميين ومشرفين على الصالات الفنية المشاركة، حيث إن 91 % من الصالات الفنية العالمية التي شاركت بالدورة السابقة، أكدت مشاركتها هذا العام، حيث كان مفهوم "تجاوز الحدود" أحد المفاهيم التي أثارتها الدورة الماضية لارتباطها الوثيق بالحركة وتبادل الأفكار عبر الحدود. كما يركز برنامج فن أبوظبي 2013 على استكشاف الفنانين الجُدد وآفاق الفن الجديد، وتقديم المنظور العابر لحدود لفن الثقافة الشعبية والصورة الوسطية، إضافة إلى ما سيطرحه عن مفهوم قيمة الفن، أسبابه، وسبل تحقيقه، والتحولات التي مرّت بها الحركات الفنية، حيث سيلمس زوار المعرض ذلك في قسم (آفاق) الذي يحتضن الأعمال الضخمة المجسَّمة التي يبلغ عددها هذا العام 12 عملاً، كما سيلمسونه في قسم (البساطة سرُّ الجمال) الذي يسلط الضوء على الأعمال الفنية المصغرة. ومن أبرز فعاليات البرنامج العام لهذه السنة الجلسة الحوارية التي ستستكشف التقارب، وفي أحيان أخرى العلاقة الوثيقة بين الفن والهندسة المعمارية بمشاركة فنانين ومعماريّين وممثلين عن نخبة من المتاحف العريقة وصالات العرض الفنية المرموقة، منهم: الفنانة المفاهيمية الأمريكية جيني هولتسر، والمعماريان الشهيران الفرنسي جان نوفيل - مصمّم متحف اللوفر أبوظبي - وألان سيبان، رئيس مركز بومبيدو للفنون والثقافة في باريس، وتادييوس روباك، مؤسّس وصاحب جاليري تادييوس روباك، حيث سيناقشون الدور المؤثر للفن والعِمارة في تحديد الهوية والخصوصية الحضارية للمدن.كما يأتي ضمن الفعاليات المرتقبة التي تقام بالتزامن مع فن أبوظبي لهذا العام سلسلة "جوجنهايم أبوظبي: حوارات الفنون" التي ستتضمن العديد من جلسات النقاش العامة، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين المعاصرين الرواد الذين ستعرض أعمالهم ضمن مجموعة الأعمال الفنية الدائمة لمتحف جوجنهايم أبوظبي، حيث ستركز الجلسات على الحوار العابر للحدود على المفاهيم الفنية والإبداعية والسردية المختلفة بمشاركة حسن شريف، ومونيكا سوسنوسكا، ويانغ فودونغ، وأنجيلا بولوك، ومروان، وهاينز ماك. وضمن فعاليات هذه الدورة للبرنامج سيناقش عدد من أصحاب ومديري الصالات الفنية الإشكالية الثنائية للقيمة والفن، بمشاركة كل من جونسون تشانغ، ولورينزو فياسكي، ومحمد حافظ، وإيزابيل فان إيند، إضافة إلى جلسة عن الدورة الثالثة من سلسلة معارض "تعابير إماراتية" التي تستمر في منارة السعديات حتى 18 يناير 2014 بمشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين كعبد القادر الريس، ونجاة مكي، وجلال لقمان، وسمية السويدي، ومطر بن لاحج. حيث يمثل هؤلاء عدَّة أجيال من الفنانين الإماراتيين لكل منهم بصمته وتجربته في الحركة الإبداعية الإماراتية. وفي هذا الصدد، قال مدير البرامج العامة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تايرون باستشن: يبرز فن أبوظبي 2013 الممارسات الإبداعية المتدفِّقة عبر الحدود الجغرافية والمتعدّية للحواجز المختلفة، وهذا ما سيلمسه زوار هذه الاحتفالية الإبداعية، سواء في البرنامج العام الموسَّع وجلساته الحوارية، أو ضمن سلسلة الأفلام أو الأعمال التي ستعرضها خمسون صالة فنية مشاركة من مختلف أنحاء العالم".أما عضو قسم البرامج العامة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ريم المنصوري فقالت في هذا السياق: بدلاً من التمييز بين فنون بلد وآخر، أو مدرسة إبداعية وأخرى، سيزيل فن أبوظبي 2013 الحدود الضبابية التي تحجب الرؤى العالمية للفن والإبداع، وهذا بإيجاز هو محور نسخة هذا العام من فن أبوظبي.