دعت جبهة الإنقاذ الوطني كل التونسيات والتونسيين إلى المشاركة بصفة مكثفة في تظاهرة ''الرحيل'' غداً الأربعاء في "الشارع الرمز" بشارع الحبيب بورقيبة، تزامناً مع الموعد المقرر للانطلاق الفعلي للحوار الوطني. ووزعت الجبهة عشرات الآلاف من المناشير الداعية للمسيرة تحت شعار "ارحل" للضغط من أجل حلحلة الوضع الذي لن يستقيم -حسب رأيها- إلا برحيل حكومة علي لعريض التي تتهمها الجبهة بتردي الأوضاع على كل المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. ورغم اقرار الأفرقاء السياسيين بصعوبة الوضع في بعض المسائل المطروحة للحوار فانهم يصرون على الالتقاء سعياً لتذليل العقبات التي يؤكد البعض أنها من جراء "ضبابية" مواقف حركة النهضة التي تحاور بأوجه عدة وهو ما أكده أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد الذي دعا النهضة الى ضرورة توضيح موقفها من مسألة التلازم بين المسارين الحكومي والتأسيسي قبل انطلاق الحوار.. وقال قيس سعيد "من المتوقع أن تحدث مشاكل أخرى ستكون في الظاهر فنية أو إجرائية وستؤدي إلى تعليق العد التنازلي للحوار.. والاحتمالات حينها ستكون كلها ممكنة وتعامل المجلس الوطني التأسيسي مع ذلك وعودة النواب المنسحبين سيبقى رهينة ما سيحصل من هنا إلى غاية الانطلاقة الفعلية للحوار وما سيليها.. وبيّن سعيد انّ القضية تحولت إلى صراع وجود بين مختلف الأطراف المتواجدة في المشهد السياسي"، مؤكّدا وجود خوف متبادل بين المعارضة والحكومة. وكان رئيس الحكومة الوؤقتة علي لعريض أكد التزامه التخلي عن الحكم ولكن عند استكمال تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات والمصادقة على القانون الانتخابي والدستور أي عند توفير الضمانات لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة وديمقراطية - وهو الأمر الذي ترفضه جبهة الإنقاذ التي تطالب باستقالة الحكومة وجوبا عند بداية الحوار الوطني -. وأوضح لعريض أن تخلي الحكومة سيكون ضمن تلازم المسارين التأسيسي والحكومي وان انطلاق الحوار الوطني غداً الأربعاء من شأنه أن يسهم في توضيح الرؤية السياسية للبلاد عموماً وتحديد خارطة الطريق. وأكد أن تونس ابتعدت عن الاستبداد ولن تقبل أبدا بمن يفرض عليها ذلك ويمكن للبعض ان يعرقل تقدم مسارها وينغص عليها سواء من الداخل او الخارج".