عندما خسر طلبة أمريكا أمام طلبة اليابان وكوريا في عام 1981م في إحدى مسابقات الرياضيات.. وقبل ذلك عندما وصل السوفييت إلى القمر قبل الأمريكان في نهاية الخمسينيات الميلادية.. أحست أمريكا بأن تعليمها في خطر.. وصدر تقرير"أمة في خطر".. واكتشف الأمريكان أن من أسباب تراجع التعليم الأمريكي أن طلبة روسياواليابان وكوريا يدرسون الهندسة وحساب المثلثات والتفاضل والتكامل في سن مبكرة جداً.. فأجرى خبراء التعليم هناك تعديلات كبيرة على منهج الرياضيات من أجل يتساوى طلبة أمريكا مع طلبة تلك الدول.. وبالفعل تمت التعديلات.. واستطاعت أمريكا اللحاق بتلك الدول بل وتجاوزها! لنترك أمريكا قليلاً ولننظر إلى تعليمنا.. فعندما تصل الوقاحة والسفالة بأحد الطلبة إلى أن يمد يده على معلمه بالضرب فإن هذا يعني أن التعليم لدينا انحرف عن مساره الصحيح كما ينحرف القطار أحياناً عن السكة.. ولكن ماذا يعني عندما تصل الأمور إلى أكبر من ذلك.. عندما يطعن أحد الطلبة معلمه في بطنه بالسكين حتى الموت! يعني أن التعليم لدينا لم ينحرف عن مساره فقط بل خرج تماماً عن مساره! إذن تعليمنا أصبح في خطر! كما في قصة المعلم محمد برناوي الذي قتل على يد أحد طلابه في إحدى مدارس منطقة جازان قبل عدة أيام.. وماذا يعني ضرب المعلم.. وماذا يعني تهشيم زجاج سيارة المعلم.. وماذا يعني قتل المعلم! ولا حاجة.. فكم من معلم شتم.. وكم من معلم ضرب.. وكم من معلم حطمت سيارته.. ومع ذلك لم نرَ أي تحرك جدي من قبل وزارة التعليم.. وكأن الوزارة أغمضت عينها عن رؤية أي شيء وسدت أذنيها عن سماع أي شيء.. وعندما نفتش عن السبب.. عن سبب تناقص هيبة المعلم.. وارتفاع عنف وجرأة الطلبة ضد المعلمين.. نجد أن السبب يرجع إلى قرارات وزارة التعليم.. خذ مثلاً هذا القرار الأضحوكة.. عندما يضرب المعلم من قبل أحد الطلبة ليس له الحق في الدفاع عن نفسه إلا عندما يسقط أرضاً! ماهذه المهزلة.. ماهذا الكلام الفارغ! وبعدها لا يمكننا البحث عن سبب ضعف شخصية المعلمين "وتفرعن" الطلبة.. والحل سهل.. أن نعمل مثل ما عملت أمريكا مع اختلاف الصورة.. فنعيد صياغة بعض الأنظمة التعليمية.. ونلغي القرارات المضحكة التي تضعف شخصية المعلم.. ونعطي المعلم بعض الصلاحيات والقدرة على اتخاذ بعض القرارات التي تنهي مسلسل عنف الطلبة ضده شيئاً فشيئاً!!