عندما يُقال عن الملك عبدالله تعبير.. الرجل العظيم، القائد التاريخي.. فإنها لا تتم ممارسة مجاملة، ولا محاولة وصول إلى ما لم يبرهن بعد.. الواقع.. المؤكد بشواهده أننا في إعلامنا المحلي.. ومعنا شباب واقع ثقافاتنا وتنوّع قدرات التعليم لدينا.. لم نمارس إطلاقاً طرح صفة مجاملة لرجل مثالي نادر في عالم اليوم.. ولكننا في الحقيقة، وفي مجال تصحيح المفاهيم بل وتفهّم طبيعة الواقع، أصبحنا نجتهد كي نكون عبر الوعي والمفاهيم في مستوى جزالة منطلقات المواقف التي طرحها رجل تاريخنا الحديث، وفيها كل مؤكدات استقلالية الأفكار دعماً لاستقلالية المواقف.. حقائق صارخة.. ومتكررة تعرف منها الشعوب الطواعية التقليدية التي تتابع بها دول العالم الثالث مفاهيم تصرّفات وأفكار مَنْ يجدونه شرف لهم وجودهم في عضوية دولية يدعى اسمها أنها منطلق فرض حقوق وفرض وجود عدالة.. هذا لم يكن يحدث، بل كانت تأتي العضوية في مثل مجلس الأمن وهي سلبية نهايات لأي قضايا تخص العالم الثالث، مثلما تفعل أمريكا بإسقاط أي موقف يهدف إلى التقليل من تسلّط الوجود الإسرائيلي عبر ما يقارب الستين عاماً - وتنفرد إسرائيل بنسبة 50٪ من المواقف الظالمة لصالحها - أو تفهّم أن ما يُراد لسورية حالياً ليس منح المختلفين داخل حدودها موقف انتصار لطرف ضد آخر، وإنما تطبيق مبدأ إيقاف أساليب «الجزر» غير الإنساني وغير الأخلاقي ضد سكان ليسوا أعداء لأحد، لكنهم أيضاً ليسوا وسيلة ظلم وتسلّط يفرض عليها ذلك من أعداء تطورها وعدالة حكمها.. ويُخيّل لك في الرؤية إلى التوالي التاريخي السريع لأوضاع العراق بأنه وصل مؤخراً إلى الغاية السيئة بوجوده حالياً وفي داخله تعدّد الصراعات وممارسات القتل، وكأنه يُراد لدول عربية عديدة الوصول إلى مثل هذا المصير.. مصر بالوضوح ومصداقية التعامل هي أبرز مَنْ رفض ذلك، والملك عبدالله - الرجل المتعدد في مواقفه التاريخية - هو أول وأبرز مَنْ رفض المجاملات التقليدية لدول ممارسات تفتيت قدرات العالم الثالث، عندما برهن قائدنا العظيم جزالة الوجود الأخلاقي والأخوي ضد توجّهات دولية كانت تستهدف مصر.. ويضاعف احترامنا لقائدنا التاريخي معرفتنا لجزالة ما كان عليه الوضع من تحامل ضد مصر قبل موقفه الشجاع، وما آل إليه الوضع من ضآلة أهمية بعد ذلك.. والمملكة عبر فكر الملك عبدالله لم تقدم لغة غضب طارئ، وإنما دعمت الرفض بسرد مواقف عديدة لمجلس الأمن غير منطقية قديماً وحديثاً؛ عندما لا تكون تلك المواقف تخص مصالح لهم.. لا للشعوب المهدرة الحقوق..