في مثل هذه الأيام تستقبل بلادنا الغالية أرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية أكثر من ثلاثة ملايين حاج من داخل المملكة وخارجها ومن جميع أنحاء العالم يأتون ملبين ومهللين مكبرين وذلك لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام فريضة الحج تلبية لدعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام قال تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) صدق الله العظيم. ومن هنا نجد ان جميع الأجهزة الحكومية في المملكة عامة وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة خاصة تستنفر جميع طاقاتها وإمكانياتها وفق خطط مدروسة لتقديم خدمات جليلة وعظيمة ومختلفة تكلف المليارات على نفقة المملكة ودن مقابل لضيوف الرحمن وهي تطلب من الله الأجر والثواب ومن هذه الأجهزة كوزارة الحج ووزارة التجارة ووزارة المواصلات والاتصالات والأمن العام والمطارات والموانئ والمنافذ البرية وغير ذلك من الأجهزة التي تعمل ليلاً ونهاراً في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، والمسؤولون في بلادنا يقومون بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله لتنفيذ هذه الخطط التي ينفق عليها الكثير من المبالغ الطائلة ومكةالمكرمة في العصر الحاضر تشهد نهضة حضارية ضخمة وورش عمل للعديد من المشاريع التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذها وسرعة إنجازها التي كلفت ما يزيد عن المئة مليار ومن أهم هذه المشاريع مشروع توسعة الحرم المكي الشريف الذي يشهد حالياً أكبر توسعة في تاريخه وذلك من الناحية الشمالية وكذلك توسعة المطاف ومشروع الطريق الدائري الموازي لطريق الملك عبدالله ومشروع إنشاء القطار هذا المشروع الضخم الذي سيربط بين مكة والمشاعر من جهة ومكةوجدة والمدينة من جهة أخرى الذي كلف ما يزيد عن ستين مليارا والذي سيساهم مساهمة فعالة في خدمة الحج وتسهيل تنقلات حجاج بيت الله أثناء الحج وسيقضي على الاختناقات المرورية التي كانت تحدث في الأعوام السابقة وكل هذه المشاريع هدفها تيسير فريضة الحج لضيوف الرحمن. وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية يعمل ليلاً ونهاراً بلا كلل أو ملل في متابعة تنفيذ هذه المشاريع الضخمة كما يقوم سموه حفظه الله بتوجيه الأجهزة الحكومية والمعنية لتنفيذ خططها وتقديم خدماتها لضيوف الرحمن على الوجه المطلوب وهذا ما أكده سموه الكريم من خلال جولته التفقدية على المشاعر المقدسة للاطلاع على المشاريع الجديدة التي ستساهم في خدمة ضيوف الرحمن ومن أهمها مشروعه الذي حلم سموه بتحقيقه على الواقع وهو تخليص مشعر منى من الكتل الاسمنتية لمقار الجهات الحكومية التي ليس لها علاقة مباشرة لخدمة الحجيج واخراجها خارج منى لتكون مجمعا موحدا في مقر جديد بمزلفة على مساحة تقدر بمليون متر مربع وهذه الفكرة الرائعة جداً أقرت من الجهات العليا لافراغ مشعر منى من تلك الجهات الحكومية لتكون مساحات إضافية أكبر لضيوف الرحمن. ومما لا شك فيه ان المملكة العربية السعودية تتشرف سنوياً حكومة وشعباً بهذا المؤتمر العظيم الذي يجتمع فيه المسلمون من جميع أنحاء العالم وهذا ما أكده سموه الكريم في نهاية جولته التفقدية حين قال (انه لا شيء أهم من خدمة الأراضي المقدسة وقاصديها من حجاج ومعتمرين وزوار حيث طرح سموه فكرة دراسة إنشاء جامعة حكومية بمكةالمكرمة تحمل اسم جامعة الحج والعمرة مؤكداً من ان تقديم هذا الاقتراح نابع من اهتمام خادم الحرمين الشريفين زعيم هذه الأمة بمكةالمكرمة لتكون مدينة عصرية جاهزة لاستقبال ضيوف الرحمن وستكون هذه الجامعة ممتازة لوجود معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ومعهد الحرم المكي الشريف الذي يدرس به حوالي 1200 طالب. وفكرة إنشاء مثل هذه الجامعة هي فكرة عظيمة سيكون لها آثار ايجابية في انجاح خطط الحج على أسس علمية صحيحة بعيداً عن الأزمات المرورية والصحية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وان كنت أرى بأن تسمى هذه الجامعة باسم (جامعة خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة).