في العدد الماضي تحدثنا عن معدن الحديد وأشرنا إلى أنه يتواجد في الكبد والدجاج والأسماك والبيض وكذلك في الخضار الورقية وغيرها، وأوضحنا ان كل خلية من خلايا الإنسان لا يمكن استغناؤها عنه وأشرنا إلى بعض أعراض نقص الحديد ونستكمل اليوم حديثنا حول هذا المعدن. إن أعراض النقص تشمل زيادة خطر الإصابة بالعدوى بأي فيروس أو بكتيريا، وانخفاض عدد كريات الدم البيضاء، وخللاً في إنتاج الأجسام المضادة. وتقول بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب ان نقص الحديد يساهم في ارتفاع نسبة الدهون في الدم والكبد، كما ذكرت بعض الدراسات ان اشتهاء الملح علامة لنقص الحديد في جسم الإنسان. ويعتبر الحديد من العناصر الصعبة في الحصول عليها من خلال الغذاء وهذا هو السبب في ان نقص الحديد هو أكثر نقص لعنصر غذائي شائع في العالم، إن نقص الحديد غير شائع في الرجال والأطفال وكبار السن إلاّ ان النساء في سن الحيض هن أكثر عرضة لهذا النقص، فالرجال الأصحاء لديهم احتياطي من الحديد يصل إلى 1000 ملجم ويفقدون حوالي 1 ملجم يومياً ولكن النساء اللاتي في سن الحيض لديهن احتياطي من الحديد ما بين 200 إلى 400 ملجم ويفقدن حوالي 1,5 ملجم يومياً وأحياناً 2,4 ملجم يومياً. ان الكمية القياسية اليومية من الحديد للرجال والنساء هي 18 ملجم، أما النساء الحوامل فإنهن يتعرضن لنقص الحديد بنسبة 60٪ ويجب عليهن تناول المكملات الغذائية حيث ان احتياجهن من الحديد من خلال الغذاء أمر صعب. يتوفر الحديد على شكل مكملات فردية وكجزء من تركيبة الفيتامينات والمعادن المتعددة، وتعتبر كبريتات الحديد هي أكثر الصور الشائعة للحديد وأقلها تكلفة ولكنها قد تثير الجهاز الهضمي، ويفضل تناول جليسينات الحديد أو جلوكانات الحديد أو فيوميرات الحديد حيث ان هذه المستحضرات أقل إثارة للجهاز الهضمي وأقل نسبة في حدوث الامساك، ويوجد مستحضر جديد من الحديد يسمى Iron complete يحوي حمض الفوليك وفيتامين ج. في حالة الشخص السليم فإنه يمكن تناول ما بين 15- 25 ملجم بالنسبة للرجال وأما النساء فما بين 18- 30 ملجم، أما فيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من الاجهاد المزمن فإن الجرعات اليومية تكون ما بين 15- 20 ملجم وأما انيميا الحديد فتكون الجرعة اليومية ما بين 20- 30 ملجم، وفي حالة قصر الانتباه فتكون الجرعة ما بين 15- 20 ملجم، وأنيميا نقص الحديد تستجيب بسرعة للمكملات الغذائية ويجب الاستمرار في تناول المكملات الغذائية لعدة أشهر من أجل استعادة مخزون الحديد بالجسم تماماً. ان الأضرار الجانبية للحديد قليلة وربما نادرة إلاّ أنه في بعض الأحيان يحدث ما يسمى بداء التلوث الدموي Hemochsomatosis والتي تؤدي إلى زيادة امتصاص الحديد وبالتالي زيادة ترسيبه في أنسجة العديد من الأعضاء وبالتالي يحدث تلف في الكبد والقلب والبنكرياس، وداء التلوث الدموي المكتسب قد يحدث نتيجة لنقل الدم أو حالات مرضية ان الافراط في تناول الحديد لمدة طويلة وهذه الحالة من السهل اكتشافها من خلال تحليل الدم وإذا ثبت التحليل فعندئذ تجنب مكملات الحديد والطعام الغني بالحديد والطعام المطهو في أوان حديدية أو الطعام المحفوظ في معلبات معدنية.