شدني منظر تلك الجموع الضخمة والحشود المتراصة في منظر مهيب يعجز عن تصويره ووصفه من له باع طويل وخبرة كبيرة في مجال الوصف والتعبير، فالمشهد صعب الوصف والتعبير فالجميع يتجه إلى هدف محدد اختلط فيه الغني بالفقير والرئيس بالمرؤوس والشيخ الواهن العظم بالشاب الفتي لا فرق بينهم مهما اختلفت اللهجات ومهما اختلفت البلدان فالجميع في تلاحم تام فهم يرجون رحمة الملك الديان من بين تلك الجموع والحشود المتراصة تبرز سحنات ذلك الشاب المؤمن الذي يمثل أبناء هذا البلد الأمين يساعد ذلك العجوز الضعيف الذي أنهكه الكبر ووهن الجسم في أداء نسكه وكأنه يعرفه من منذ زمن وفي منظر يدل على العطف والرحمة المتأصلة في نفوس شباب هذا البلد الذي نذر إمكانياته وشبابه لخدمة ضيوف الرحمن، وهناك مجموعة أخرى من الشباب تحمل امرأة مسنة مقعدة على كرسي متحرك وترفعها عالياً لأداء مناسكها في رمي الجمرات في منظر مهيب يستحق التسجيل والنقل إلى جميع أنحاء العالم ليرى الجميع سواعد أبنائنا الشابة التي تركت الدعة وحياة الترف لتساهم في تذليل الصعاب ولكي يتمكن العاجز والضعيف الذي أتى إلى هذا البلد من تأدية نسكه بيسر وسهولة مهما كانت الصعاب فحري بنا ونحن نشاهد هذه الجهود الجبارة التي تبذل من قبل حكومتنا الرشيدة ومن شباب هذا البلد المعطاء أن نشعر بالفخر والاعتزاز فهم مثال للشباب القدوة الذي يحق أن نفتخر فيه ونقدم له جميع المحفزات التي تمكنه من أداء عمله بدون معوقات، فهنيئا لنا بهذا الشباب المتفاني في خدمة بلده وضيوف هذا البلد الأمين، كما أنني اعتقد أن هذه الصورة لن تمر مرور الكرام على من شاهدها لاسيما أن تلك الشعائر تنقل إلى معظم أنحاء العالم فالجميع لابد أن يقدر جهود هذا البلد الأمين في خدمة ضيوف الرحمن ويقدر جهود رجال الأمن الأشاوس الذين يقومون بأدوار بطولية رغم ظروف الزمان والمكان، فالجميع هنا نذر نفسه وفي مخيلته أن يعطي العالم اجمع صورة حسنة لشباب هذا البلد الأمين ونحن عندما نشيد برجال الأمن لابد أن نتذكر الجهود المبذولة من قبل جهاز وزارة الداخلية ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الرجل الذي نذر نفسه لخدمة أمن هذا البلد والسهر على راحة ضيوفه في أمانة تامة حيث حظيت الخدمات المقدمة من رجال الأمن في المشاعر المقدسة بإشادة جميع وسائل الإعلام المتابعة لهذا الحدث الفريد كما لاننسى أن نشيد بالتوجيهات السديدة من رجل الأمن الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز التي تعمل على تذليل الصعاب وتيسير سبل الراحة لخدمة ضيوف الرحمن، فهنيئا لهذا الوطن الغالي حكومة وشعبا تلك النجاحات المتوالية ومنها نجاح موسم حج هذا العام ومزيدا من النجاحات الأخرى وهنيئا لحجاج بيت الله الحرام بحجهم وأداء نسكهم في أمن وطمأنينة، فحجا مبرورا وسعيا مشكورا.. والله ولي التوفيق.