أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أن المسؤولية الملقاة على المملكة في استضافة حجاج بيت الله الحرام، تفرض على الجميع أن يتصدى لمسؤولياته بعزم لا يخالجه الوهن وصبر لا كلل معه. وقال، حفظه الله، في برقية شكر جوابية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا بمناسبة نجاح حج هذا العام، «إن بلادنا ومنذ عهد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -يرحمه الله- تعد هذه الفريضة العظيمة من أهم مسؤولياتها وواجباتها، وهي بنظرنا أشرف وأنبل خدمة شرفنا المولى عز وجل بأدائها. وقد أثبت رجالنا المشاركون -ولله الحمد- حسن استعدادهم الذي أثمر نجاحا في أداء هذه المسؤولية الشريفة على أكمل وجه، رغم تحديات الحيز المكاني والتوقيت الضيق وتزايد أعداد الحجاج كل عام. وإننا إذ نشكر سموكم وجميع أبنائنا المشاركين في تلك المهمة من القطاعات كافة على مشاعرهم النبيلة ودعواتهم الصادقة لنبدي ارتياحنا واعتزازنا البالغين بالتكامل الرائع الذي سجله تنفيذ تلك القطاعات لجميع الخطط (الأمنية والخدمية والتنظيمية والوقائية) وتطوير آليات تنفيذها والتي مكنت ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بطمأنينة وسلام. ونحن اليوم نقف حامدين شاكرين لرب العالمين أن يسر للمسلمين أداء حج هذا العام ومكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. كما نبارك بهذا الصدد جهود أبنائنا في جميع القطاعات، فقد كانوا كعادتهم على مستوى المسؤولية وبذلوا الجهود المخلصة التي أسهمت، في تحقيق هذا النجاح الذي لمسه الجميع على المستويات كافة؛ فلهم منا خالص الشكر والتقدير، سائلين الله العلي القدير أن يسدد خطانا جميعا لما فيه العزة لديننا والرفعة لوطننا». وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، قد رفع برقية لخادم الحرمين الشريفين، قال فيها، شرف لا يعلوه شرف، وتكريم يسمو فوق كل تقييم، أن يشهد العالم من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر وكالات الأنباء العالمية حركة ما يقارب ثلاثة ملايين حاج من مختلف الجنسيات والبلدان والأعمار والثقافات من مشعر لآخر، بكل يسر وسهولة وأمن وأمان تحيطهم على الصعيد الطاهر بمكة المكرمة عناية الله، وتذلل الصعاب في طريقهم جهود آلاف الجموع من رجال الأمن وكافة منسوبي الأجهزة الحكومية المعنية بشؤون الحج، مزودين بكافة الإمكانات والطاقات، واضعين نصب أعينهم توجيهاتكم السامية الكريمة وولي عهدكم الأمين الرامية إلى توفير كافة الخدمات وأرقى التسهيلات لضيوف الرحمن، الذين شاء الله لهم أن يكونوا من جموع حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1429ه لكي يؤدوا نسكهم في أجواء مفعمة بالسكينة والإيمان. ونحمد الله -عز وجل- أن حج هذا العام لم يشهد ما يعكر صفو الحجاج وتأدية النسك على أكمل ما يجب أن تكون، وذلك رغم ما يعيشه العالم من متغيرات، وما تشهده المنطقة من أحداث، وكل ذلك بفضل الله ثم بالتوجيهات الصائبة والخطط المعدة سلفا. وعظيم يا خادم الحرمين الشريفين أن يتحقق هذا الإنجاز الإسلامي الكبير بهذا المستوى الرفيع من الأداء الأفضل والتنفيذ المحكم لكافة استراتيجية لجنة الحج العليا بمختلف خططها (الأمنية والخدمية والصحية والتنظيمية والوقائية) والتي احتشد لتنفيذها على الصعيد الأمني ما يفوق 100 ألف رجل أمن، انتظمت جهودهم وأثمرت عطاءاتهم وتفانيهم في تحقيق نجاحات متميزة لكافة الخطط الأمنية والمرورية، يصاحبها إنجازات أخرى وعلى مستوى رفيع من الأداء للأجهزة الحكومية المعنية بشؤون الحج واحتياجات الحجيج وبمتابعة متواصلة في إطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 179 وتاريخ 26/6/1429ه، الذي أناط بلجنة الحج العليا متابعة تنفيذ تلك الخطط وتقويمها ضمن آليات متطورة في كوادرها، وعلمية في منهجيتها، وشاملة في رصد ملاحظاتها، التي لا تعتمد على الرؤية التي ترصد الخطأ وجوانب التقصير بقدر ما تنظر بعين التطوير والبحث عن الأمثل والأفضل، واضعة في الحسبان تطلع قيادة إسلامية شرفها الله بخدمة الإسلام، ورعاية شؤون المسلمين ومقدساتهم، وجعلها مؤتمنة على هذه الرسالة الإسلامية العظيمة التي بقدر عظمتها يعظم الأجر والمثوبة من الله لمن أرسى دعائم هذه الدولة الإسلامية على عقيدة الإسلام الخالدة وخدمة المسلمين ورفعة شأنهم ولمن سار على نهجه واقتدى بخطاه من أبنائه. فالرحمة والغفران لمن رحل منهم، والعزة والتمكين لمن بقي يرعى الأمانة، ويصون حمى الإسلام، ويسهل لجموع المسلمين أداء هذا الركن العظيم. ويطيب لي يا خادم الحرمين بمناسبة هذا الإنجاز الإسلامي الكبير وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك؛ أن أرفع لمقامكم السامي الكريم باسمي وباسم أبنائك وجنودك رجال الأمن وكافة منسوبي وزارة الداخلية من المدنيين والعسكريين وعموم المشاركين في موسم حج هذا العام 1429ه من الجهات الحكومية العاملة، أسمى آيات التهاني والتبريكات بهاتين المناسبتين الكريمتين، داعيا المولى عز وجل أن يرفع بجهودكم المخلصة منزلتكم عند خالقكم، ومكانتكم في قلوب شعبكم وإخوانكم المسلمين في مختلف الدنيا، وأن يديمكم عزا للإسلام، وذخرا للمسلمين وكل عام وأنتم بعزة وقوة وتمكين.