اختتم امس وفد عالي المستوى برئاسة سليمان جاسر الحربش، مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية(أوفيد)، مهمة رسمية استغرقت خمسة أيام في واشنطن العاصمة، للمشاركة في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، الذي يجمع محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية وكبار المسؤولين بالدول الأعضاء، ونخبة من رجال المال والأعمال وممثلي هيئات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأكاديميين، لمناقشة القضايا موضع الاهتمام العالمي، وعلى رأسها قضايا الحد من الفقر ومظاهره وتوفير الدعم اللازم للبلدان النامية ودراسة مدى فعالية المساعدات والمعونات المقدمة فضلاً عن التركيز على الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية والنظام المالي العالمي من أجل تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي. وقد شارك الحربش والوفد المرافق في عدد من الاجتماعات الهامة، وعلى رأسها اجتماعات وزراء مالية مجموعة ال 24؛ واجتماع رؤساء لجنة التنمية؛ واجتماع وزراء مالية شراكة دوفيل؛ فضلاً عن اجتماع المحافظين العرب مع مدير البنك الدولي، الدكتور جيم يونج كيم. ومن بين الاجتماعات الهامة الأخرى التي شارك فيها السيد الحربش اجتماع اللجنة الموجهة لعملية بوسان المعنية بفعالية المساعدات والمعونات المالية. وقد تخلل هذا الاجتماع استعراض نتائج حلقتي العمل اللتين عقدتا في فيينا في نهاية شهر سبتمبر المنصرم وغرة شهر أكتوبر الجاري بين مؤسسات التنمية العربية والأوروبيين، ومشاركة مؤسسات التنمية العربية في الاجتماع الوزاري العالي المستوي المقبل في المكسيك في أبريل 2014. وتلبية لدعوة السيدة إنغار أندرسون، نائبة الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، شارك الحربش في اجتماع تم خلاله استعراض الآثار الوخيمة للأزمة السورية على لبنان جراء تدفق اللاجئين السوريين وطرح الحلول الممكنة لمواجهة التحديات التي فرضتها الأزمة بحضور كل من محمد الصفدي، وزير المالية، نقولا نحاس، وزير الاقتصاد والتجارة في لبنان. والتقى الحربش ووفد أوفيد المرافق بكل من وزير مالية قطر ورئيس مجلس أوفيد الوزاري، على شريف العمادي؛ ووزير مالية إيران، علي طيّبنيا، اللذين تم تنصيبهما مؤخراً، حيث تم التعريف بأوفيد ورسالته واستعراض انشطته المختلفة على الصعيد الإنمائي في جميع أنحاء العالم. وعلى هامش هذه الاجتماعات السنوية، وقع الحربش اتفاقيات قروض جديدة تبلغ قيمتها 80 مليون دولار أمريكي مع وزراء أربعة من البلدان الشريكة في أفريقيا، وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي، وهي السنغال وموزمبيق وباكستان وجرينادا. وتعليقاً على هذه القروض الجديدة، قال الحربش إن "اتفاقيات القروض التي وُقعت على هامش اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ستقطع شوطاً كبيراً في طريق التقدم نحو التخفيف من حدة الفقر ورفع مستوى المعيشة لملايين الناس". وأوضح أن هذه المشاريع ستساعد في تعزيز قطاعات النقل والطاقة في البلدان المستفيدة. الجدير بالذكر أن أوفيد قد قدم منذ إنشائه حتى الآن ما يزيد عن 15.7 بليون دولار أمريكى على شكل تمويلات ميسرة ومنح لدفع عجلة التنمية في 134 بلداً من البلدان النامية في جميع أنحاء العالم مع إعطاء الأولوية لأشد البلدان احتياجاً وفقراً.