تشهد محافظة الاحساء خلال عيد الأضحى المبارك والأيام التي تسبقه من كل عام حركة نشطة في بيع وشراء الأضاحي من الأبقار، حيث يتدفق الباعة والمشترون والتجار من مدن وقرى المحافظة ومدن المنطقة الشرقية والمملكة صوب سوق الماشية أو إلى حظائر المنتشرة على نطاق واسع داخل المزارع في المحافظة لشراء الأبقار للتضحية بها. ويشير "أبو محمد" دلال في سوق الأبقار أن الاحساء ومنذ عقود طويلة هي المصدر الرئيس للأبقار المحلية والمستوردة، لذا فسوق الأبقار الذي كان يقام الخميس والجمعة من كل أسبوع يعج بالمشترين القادمين من مختلف المناطق وعلى وجه الخصوص من محافظات ومدن المنطقة الشرقية، ويمثل سوق الأبقار مصدرا اقتصاديا وتجاريا بالنسبة لشريحة من الفلاحين، حتى تحولت لدى البعض إلى تجارة رابحة مما خلق تجارا وكذلك دلالون معروفون كانوا يبيعون أبقارهم خارج المحافظة وإلى بعض دول الخليج المجاورة. ويضيف ابراهيم (مربي أبقار ودلال) إن تربية الأبقار أصبحت أشبه ما تكون بالوراثة، حتى ذاع صيت بعض الأسر الأحسائية بتربية وتجارة الأبقار، فيما يرى ابراهيم أن الدخل المادي الجيد والمستمر على مدار العام خصوصاً في السنوات الماضية في بيع وشراء الأبقار جعل من البعض يمتهن هذه الحرفة وأصبحت الدخل المادي الوحيد لهم. ويلفت (دلال فضل عدم ذكر اسمه) إلى أنه ومع دخول شهر ذي الحجة وقرب عيد الأضحى المبارك يكون هو الموسم الأهم بالنسبة للتجار والدلالين على حد ٍ سواء فالبعض يفضل أن يضحي بالأبقار، لذا فالملاذ الأفضل لشراء الأبقار هو الأحساء، مما يجعل بيع وشراء الأبقار يبلغ ذروته خلال هذه الأيام. التضحية بالأبقار تنشط تجارتها في هذه الأيام ويشير منصور (مربي أبقار ودلال) أن الأحساء تضم أنواعا عديدة من الأبقار ومنها الأبقار ذات السلالة الأحسائية، والأبقار الألمانية، والهولندية،والجرسي، دنماركي، والأبقار الهجين، ويضيف أن الأبقار الألمانية تعد الأفضل والأكثر طلباً معزياً ذلك إلى قوتها وجمالها، ويبين منصور أن أسعار الأبقار يختلف حسب السلالة والقوة والجمال، مبيناً أن السعر قد يصل في المميزة منها إلى 30 ألف ريال، فيما قد ينزل ليصل إلى 3 أو 4 آلاف ريال، ويعد السعر من 8 إلى 12 ألف ريال هو متوسط السعر السائد. ويعزي علي حسين (مربي أبقار) انتشار تربية الأبقار في الأحساء إلى كونها واحة زراعية يملك السواد الأعظم من السكان للمزارع مما جعلها تتصدر مناطق المملكة في عدد مربي الأبقار، ويضيف أنه ومع وجود التمر وبقايا الطعام من المنازل كالخبز وغيره ووجود الأحراش والحشائش فقد توفر معها علف الأبقار، وبالتالي أصبحت البيئة مناسبة لانتشار تربيتها على نطاق واسع وكذلك تربية الأغنام والماشية الأخرى، ويلفت علي إلى أن تربية الأبقار أوجدت تجارة من نوع آخر تتمثل في بيع الأسمدة الحيوانية من روث الأبقار، فيحرص أصحاب المزارع على شراء السماد البقري المحلي بدلاً من شراء السماد المجلوب من مناطق أخرى والذي يشير البعض إلى وجود غش فيه.