اليوم نحتفل مع كل مسلم بالعيد الكبير عيد الاضحى.. اليوم ينحر بعضنا الخراف اقتداء بسنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام.. وبعضنا ينحر وقته بالنوم لانه يعتقد ان العيد اضحية فقط.. فان لم ينحرها نحر وقته بالنوم. يغيب عن كثير منا انه عيد يعني احتفالا وفرحا وتواصلا مع الاهل والاحباب تواصلا مع الروح والنفس تواصلا مع منابع الفرح في قلوبنا وارواحنا.. وقبل كل ذلك تواصل مع رب يرقبك ساجدا بين يديه تدعوه يقينا برحمته.. وتستغفره خشية من ذنوبك.. يرقبك وانت تجلد الاخرين وتقذفهم في شبكات التواصل الاجتماعي مكفرهم تارة وقاذفا بشرفهم تارة اخرى.. ومنكرا عليهم جمال نقاء سرائرهم تارة اخرى. في العيد يستعيد الانسان الكثير من ابتسامته الغائبة.. يستعيد حقه في الاحتفال والفرح.. ولكن للاسف نحن في عيد الاضحى لا نعيش الاحتفال لا نستشعر الفرح حتى امانات المدن الكبرى تحتفل بعيد الفطر ولا تحتفل بعيد الاضحى مكتفية بالاشراف على مواقع نحر الاضاحي فقط.. ليتها ايضا تصنع الفرح وتقيم فعاليات للعائلات للفرح بالعيد الكبير.. جميل ان تعمل على اسعاد الصغار والكبار وان تزرع الابتسامة على شفاه الاطفال على وجه الخصوص.. فكثير من الاسر تكتفي بنحر الاضحية.. ثم ينتهي عيدها فلا تطل الفرحة في سمائهم بقية ايام العيد.. اخشى مع الوقت ان ينسى صغارنا ان عيد الاضحى ايضا عيد يستحق الفرح والحلوى واللبس الجديد حامدين شاكرين ربا كريما. بعصنا بخيل في كل شيء حتى الفرح يكتنزه في عيد واحد فتغيب عنه شمس عيد الاضحى فلا يستشعر دفئها. تقول الصغيرة لوالدها ابغى عيدية يرد عليها هذا عيد اللحم.. فتعود الصغيرة منكسرة.. اليس من حقها ان يكون لها عيد ثان في العام هل نحن بخلاء على انفسنا في تفجير ينابيع الفرح.. ويأتي الشاب مقبلا رأس والديه مبتسما: هاه وش العيدية. فيأتيه الرد بنفس السرعة.. المهم لا تنسى (لحم اهل زوجة اخوك لا يزعل علينا هو وزوجته..) بالمناسبة اخوه وزوجته مسافران طوال وقت الاجازة خارج المملكة.. ربما بحثا عن العيد الغائب. برغم جمال هذا العيد وتنوع مظاهر العبادة فيه بين حج ونحر أضحية وما فيهما من تفاصيل روحانية جميلة الا ان كثيرا منا يشعرك انه ليس عيدا بل لحم يتم توزيعه وفق معايير اجتماعية وليست شرعية.. نعم كثير منا ينظر لما اتاه من لحوم ثم يعطي بمثل ما اخذ وليس وفق تقسيم السنة النبوية.. كثير منا لا يبقى من اضحيته شيء لاهل بيته اي له ولاسرته.. بل انه يعيد بعض ما اتاه للاخرين ليحقق تلك المعادلة.. حيث يكرر الكل رجالا ونساء اعطوا بمثل ما اخذتم، صارمة هي اعرافنا تتداخل مع كل شيء. الاشكال ان بعضنا لا يفرح بل يقضي معظم وقته وهو يعيد حساباته مرة واخرى وثالثة ليستطيع توفير مبلغ يمكنه من شراء اكثر من اضحية وكأن الامر وصل ايضا للمباهاة والتفاخر بين الاسر.. للاسف في البيت الواحد تجد احيانا اكثر من سبعة وعشرة وربما اكثر اخوة واخوات.. ولنفس الابوين.. ربما هو فهمنا الخاص للاضحية الم يكن كافيا واحدة او اثنتين.. خاصة وان البعض يتكلف شراءها بسبب ظروفه الاقتصادية. كل عيد ايها القارئ وانت الخير كله كل عيد ونحن اكثر شكرا واجمل سرائر كل عيد ووطني للامام اكثر.