فعلاً "العلم بحر" وعندما تتكسر أمواجه - عاتية - على سواحل الفقهاء فلا تسأل عن مصائب جزرها والمد.. تبادرت المقولة لذهني بعد تصريح أحد رجال الدين بأن قيادة السيارة تؤثر في مبايض المرأة، وتدفع بحوضها إلى أعلى ما يسبب خللا إكلينيكيا وتشوهات جنينية، وكما أن الشيطان يكمن في التفاصيل الصغيرة كذلك المبررات الفقهية، فالعلم فيها يكمن في التفاصيل التي لا يفطن لها إلا واهبو خاصية التفكيك والتبرير والتفسير؛ نجباء مدرسة الفقه، فلا يكاد أمر للحياة والطبيعة يمر إلا وتُغتال فطرته ويحبس داخل أسوارها المضنية. المرأة مجرد «متعة وإنجاب»، متى كبرت فقدت جانب الإمتاع، ومتى توقفت عن الولادة فقدت ميزة الإنجاب وكلاهما يصب في جانب استمتاع الرجل وهو كل ما يشغل بال الفقهاء عن المرأة، لذلك ألقى اللحيدان سؤالا «لماذا في أوروبا تشيخ المرأة؟! لماذا تقل الولادة عندها هناك، ويجيب عن سؤاله: لاتقل لي تحديد النسب» قصده النسل لكن لغة النسب غالبة عند الفقهاء، فجرت كما عادتها على فلتات اللسان.. عنصريات بعضها من بعض.. وللعلم والشيطان محتوىً إلهامي كبير يخفى على العامة، وما أن يكشف الخاصة سراً حتى تعم الأنوار وتحمل قناديل الحكمة على أعمدة أزقة الحياة، ويسعى مكتشفو الأسرار؛ أسرار العلم طبعاً لا الشيطان فيفتحون النوافذ لتلج أنوار المعرفة لكل البيوت"الأذهان" ويبقى الشيطان محبوسا في ضلاله لا يستطيع أن يضل أحداً من فتيات مجتمع الخصوصية مهما كمن في التفاصيل، فهناك صائدوه وطاردوه عن حمى الخصوصية والفضيلة الخاصة جداً لمجتمع الطهرانية الفاضل الوحيد في هذا الكون الكبير. يدرك المرء جهله فيحمد الله أن جعل بيننا من أهل علم التفاصيل فقهاء يخترقون الحكمة لا للبقاء على أبوابها متفرجين كما هي حيلة المجتمعات الكافرة والعياذ بالله البعيدة عن الفضيلة، بل ليقتحموا الأسرار واثقين، فيبثوا فتاواهم في جذور الجذور وتفاصيل التفاصيل؛ الحياة، العلم، التنمية، الإنسان، الفن، السياسة، الاقتصاد، الرياضة، في كل شيء بلا استثناء خدمة لمصلحة عظمى تعتبر أم المصالح؛ تلكم الحفاظ على المرأة" درة مصونة وجوهرة مكنونة" وهو عمل فوق فرادته يحمل خصوصية تخطف العلم من الناس أجمعين، تفض الظاهر لتكشف عن الباطن وتتحرى ما خلف العين المجردة والتلقي البدائي والمعرفة الأولية والنظرة الظاهرية بدرجة دهاء يعجز عنه أرباب علم الجاسوسية والتتبع، فتُفكك وتُمزق حجب المعرفة لتُكشف الأسرار العلمية القابعة في قعر الظواهر الخارجية، ويبلغ الفحص والتدقيق والغربلة والتمحيص مداه ما أن يخص أخص أمور مجتمع الخصوصية " شأن المرأة"- تبارك الرحمن، فالشكر واجب لمدرسة كفتنا شر تفاصيل العلم المارقة ضد صحتنا وعفتنا، ونحن نرفل في "قوارير الدرر وصناديق المجوهرات".. ما شاء الله علينا.. وليهلك الحاسدون. "فتوى المبايض" بقدر ما أضحكت العالم علينا بقدر ما شرعت دروب الغي المستباحة ضد إنسانيتنا باستطابةٍ أهليها فنون الكذب والبهتان، نطاقات مهجنة ومسارب مظلمة بفعل الأرباب المتعددين ؛ فقهاء وأجراء يفضون بالمرأة لإجراءات ظالمة طال بغيها واستمر قهرها، فصادرت كل حق للمرأة، وسجلت عمق المأساة؛ فالتراث لازال المصدر الوحيد لفنون التعدي على ذواتنا، يحبسنا في آنِنا عما يمارسه الناس في العالم كافة من فطرانية الحق. والمتفيقهون مستمرون يشمون على ظاهر البغي ولا زالوا، وعندما يقف التحريم عند منطقة المرأة فيحاصرها يتحاشى الظهور بوجه الرجل فيباح له ما كان وما سيكون، بل ويرفل بحقين أحدهما يملكه. والآخر يتصرف من خلاله بحرمان الآخر منه، فيبيت وحقه حقان؛ موهوب ومسروق. في برنامج يا هلا نوقشت هذه الفتوى الجهنمية، وعندما جفلت حيلة التحريم لجأ المدعي"اللحيدان" إلى سالفة العلم، مجرد سالفة طرأت عليه وهو يفكر كيف يمنع حقا ويساهم باستمرار منعه، فجاء بداهية الدواهي ودلف العلم؛ لكن من باب الدروشة التراثية العتيقة فكانت الحلقة مضحكة حد العبث، مبكية حد الغبن، ومظلمة حد الطغيان الذكوري، وكاشفة حد التوتر الأخلاقي لأبوية متسلطة تأبى الحق، وتتأبى على برهان العلم. يقول اللحيدان: أنا لم أحرم القيادة ولم أبحها، استنتجت أن الصحابيات وكبار التابعيات كن يركبن الإبل والخيل مع وجود محرم، وجد "اللحيدان" أيضاً تضخم البروستات للرجل بسبب القيادة لفترة طويلة، أما بالنسبة للمرأة فسيولوجياً وعضوياً هي أرق في الخلقة،(الرقة هنا انتقاصية وليست على سبيل الرقة المتداولة عند أنقياء الذهن) وحين تجلس طويلاً فالحوض يرتد وعن طريق الارتداد يحصل ضغط على المبايض، لذلك تجد في أمريكا وفرنسا وأوروبا مع المرأة ولدان أو 3، ليس من أجل تحديد النسل، بل من أجل خلل وظيفي عضوي.. هذه مجمل القناعات التي بثها في البرنامج. عبثاً حاول الطبيب المتخصص في طب الأنابيب والعقم والنساء والولادة محمد البقنة أن يقنعه بأن مهنة الطب لاتعتمد على الاجتهاد، بل على دراسات وبحوث، وأن اتساع الرحم يحمي المبايض والأنابيب، والرحم محمي داخل الحوض حتى والمرأة حامل، وجلوس المرأة لاعلاقة له بالرحم، فالمرأة تجلس على الوروك، والعظمة، لدرجة ظننته سيقوم ليريه كيف تجلس المرأة والمناطق المستخدمة في جلوسها، وأنها لاتُخرج مبايضها وتجلس عليها.. لكن لاجدوى. تضخم البروستات للرجل على فرض أن القيادة أحد أسبابه وقف منه اللحيدان موقف الراضي أو الساكت ونهض عند قيادة النساء للدفاع عن" مبايضهن وأحواضهن" لماذا لاتدافع عن بروستات الرجل بما هي معرضة لخطر القيادة؟! عندما أطاح البقنة باللحيدان علمياً وأثبت بطلان مزاعمه، عاتبه اللحيدان وذكر بأن هذا من نوع الثقة في النفس لكنها "رجراجة". أعجبتني كلمة رجراجة، لكن من الأولى بوصف الثقة الرجراجة؟!! من يدفع عن العلم شبهات كاذبة ملفقة، أم من يوظف باطل الشبهات لغرض منع المرأة حقاً عاماً؟! المرأة مجرد "متعة وإنجاب"، متى كبرت فقدت جانب الإمتاع، ومتى توقفت عن الولادة فقدت ميزة الإنجاب وكلاهما يصب في جانب استمتاع الرجل وهو كل ما يشغل بال الفقهاء عن المرأة، لذلك ألقى اللحيدان سؤالا "لماذا في أوروبا تشيخ المرأة؟! لماذا تقل الولادة عندها هناك، ويجيب عن سؤاله: لاتقل لي تحديد النسب" قصده النسل لكن لغة النسب غالبة عند الفقهاء، فجرت كما عادتها على فلتات اللسان.. عنصريات بعضها من بعض.. لقد حبس السبب الحقيقي وطالبه بسبب يتوهمه هو لا أهل الشأن الذين يحددون النسل وعياً منهم بقيمة توفير الحياة اللائقة للأجيال وليس فقط تجميعهم بزواجات متعددة. علة الركوب الطويل في السيارة ستكون سواء وهي راكبة أو قائدة، عندها قفز لانتقاص العقل عند المرأة فهي لاتستطيع التركيز كما الرجل، وهي تقود فتضر رحمها "السائق ينشغل منه العقل والفكر والقلب والبدن وبالتالي يؤثر في الأعضاء، كل عضو حساس للمرأة يتأثر"، يعني "مبايضنا الحساسة" فإن كانت فضيلة التفكير ستدفع رحم المرأة للأعلى فلتوقفه النساء حفاظا على مبايضهن وحوضهن، فربما يطلع اليوم فوق، بكرة يختفي تماماً، فعلم الفقه قادر على كشف كل شيء بحيله الذكورية ودواهيه.. لكنه ليس أي تفكير بل التفكير المحرم الذي يتم والمرأة خلف المقود.. مع عبثية الادعاءات طالب الدكتور البقنة بتقديم بحث ولو كان بدون قيمة ففوجئ بالمدعي يطالبه بما لا يقل خبلاً عن الفتوى؛ بأن يعطيه نفياً، "عطني بحث أنه ما يؤثر" فقلب الطاولة أصبح المطالب بالدليل يطالب بإثبات عكس ادعائه قبل أن يثبت صحة ادعائه ابتداء، حيل، وحيل الفقهاء لاتسأل عنها.. فهي لاتخطر على قلب بشر.. يبدو أن العلماء سيضطرون في حالتنا مع كل اكتشاف تقديم بحوث نفي.. فاستعصاء تقبل حركة الفطرة والطبيعة هي تخصص فقهي بامتياز. غضب الدكتور وقال "أنا 30 سنة نساء وولادة دكتوراه ومدرس ورئيس قسم ما قرأت بحياتي أن سواقة المرأة تؤثر في الرحم، ورفض علمياً الدروشة التي تشوش على الناس، فالعالم كله يسوق السيارات الدولة الوحيدة التي لاتقود المرأة فيها السيارة نحن، الدكتور غضب جداً من هذه الثقة التي ليتها كانت رجراجة، لكنها في فلك الكذب المعرفي تدور حول اهتمامات الفقهاء المحيطة بجهاز المرأة التناسلي. تمنيت أن الغرب "الكافر" لم يكشف لنا أعضاء المرأة الداخلية خاصة الرحم، وأننا لم ندرسها في العلوم، كي لا تستخدم خدمة لأدلجة مستعصية، كهذا العبث المبايضي العجيب. فوالله لو ينزل بالقيادة وحي ما وافق عليه المتفيهقون...المشكلة ثقافية جاهلية تتداخل مع العنصرية ضد المرأة الكائن المملوك، ورمزية القيادة تساهم برفضها، فالذهنية مغلقة على امرأة تقاد ولا تقود، وهو مختصر حرمان المرأة من قيادة السيارة.. وتوليد مسلسل الظلم بولايات ذكورية تحبس الحياة عن المرأة من تكونها جنيناً حتى دفنها في التراب. مصيبتنا المعرفية ليست في الجهل بقدر ما هي باستمرار التجهيل، فالمجتمع ينقاد بكل أريحية لكل متحدث باسم الدين متغذٍ على الخرافة، ومؤسسات المجتمع التربوية والتعليمية خاصة تشارك في توليد هذا الوعي المأزوم بالسكوت عنه، وحجب التفكير النقدي الحر، كونها لازالت تطبق فقه الغباء والدروشة واللاإنسانية.. وتخضعنا له خضوع عبادة، لا نملك انفكاكا منه وانشغالاً بحاضرنا، فوقفنا على ثابت الرجال قبل 1400 سنة أو تزيد؟!! لابأس أن يتأسى الدكتور البقنة وكل متجرد للحق بمعرفة علي الوردي رحمه الله التاريخية لهؤلاء في كتابه العظيم "وعاظ السلاطين" يقول "هؤلاء يعلنون للناس أنهم يطلبون الحقيقة المجردة غير دارين بأنهم يطلبون الحقيقة كما يشتهونها" ثم قال: "إننا لانلوم رجال الدين على إيمانهم الذي يتمسكون به ولكننا نلومهم على التطفل في البحث العلمي وهم غير جديرين به" ما لم أسمعه بحياتي ولا يصوره خيالي قدرة ترصد قيادة المرأة للجمل أو الحصان بمحرم قبل 1000 سنة ونيف، كيف تتبعها اللحيدان؟!!!.. هنا نتوقف عند حكمة عبثية تقول"المشايخ أبخص"..