تجربة المملكة في طب الحشود ليست بالجديدة عليها؛ لأنها صاحبة خبرات متراكمة على مر آلاف السنين، ولكنها في ذات الوقت متفردة لكيفية التعامل مع حشود وتجمعات بشرية في مكان ووقت محدد في موسمي العمرة والحج، فليس هناك بلد في العالم يتعرض لمثل هذه التجمعات السنوية مثلها للتعامل معها اجتماعياً وصحياً، ما يؤكد اهتمام ولاة الأمر حفظهم الله وقيادات وزارة الصحة ووعي شعبها، لأن التجمعات الأخرى في بلدان العالم مخطط لها ومدروسة تماماً كتجمعات رياضية أو غيرها، ولكن الأمر هنا يختلف كلياً لأن التجمعات على مدار العام. الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في كل المجالات الطبية وخاصة في أماكن الحشود ولا سيما في نطاق جغرافي وتوقيت محدد وربما في أيام معدودة كموسم الحج فرض مسؤولية كبيرة على عاتق وزارة الصحة والقطاعات الطبية الأخرى للمحافظة على سلامتهم وصحتهم، ما جعل المملكة مثالاً يحتذى وتوضع في مقدمة الدول المتقدمة في طب الحشود. وهذا مفخرة ليس للسعودية فحسب ولكن لكل الدول العربية والإسلامية، ما حدا بالمملكة تنظيم مؤتمر طب الحشود للمرة الثانية لنقل خبراتها المتراكمة إلى دول العالم، لكون المملكة أصبحت مصدرا للتدريب وتعزيز القدرات في بلدان العالم في مجال طب الحشود، وما دعا له المجتمعون إلى دعم تبادل الخبرات بين مراكز طب الحشود والمراكز العالمية للتحكم والسيطرة على الأمراض ومراكز البحوث المرتبطة، للكشف المبكر عن مسببات الأمراض الجديدة والمستجدة مع الحفاظ على الحقوق الفكرية للدول من الاكتشافات العلمية.