تابعت مقالات الزميل رجا المطيري بعنوان «نحن والسينما» في زاويته المتألقة رؤية والتي تناول فيها الخطأ الذي ارتكبه موزعو الأفلام «أصحاب محلات الفيديو» في بدايات دخول الأفلام إلى المملكة وكيف انهم اساءوا اختيار الفيلم مما سبب رفض المجتمع «للفيلم» أي فيلم وبالتالي حرماننا من أي تطور سينمائي أو وجود دور سينمائية، ورغم إعجابي بفكرة المقال ومغزاها ودقة تحليل أوضاع أفراد المجتمع إلا ان وصف الزميل رجا الأفلام المصرية بأنها سيئة تعميم ظلم عدداً كبيراً من الأفلام المصرية الجيدة الهادفة قد يكون الموزع نفسه لم يحضرها لأن فئة مشاهدي أفلام الفيديو في تلك الفترة يفضلون النوع الذي انتشر!! لذا ليس من العدل ان نعمم السوء على كل الأفلام أيا كان مصدرها وموطنها ولا حتى الجودة، فالأفلام شأنها شأن غيرها من المنتجات فيها الغث وفيها السمين والخيار للمستهلك!! وعموماً ما أريد أن أقوله هنا هو ما انتهى عنده زميلنا رجا بعد أن حلل وبجودة ردة فعل أفراد المجتمع التي جعلتنا إلى اليوم دون صالات سينما ولكن السؤال هل اليوم مثل الأمس؟ وهل حاجاتنا وتطلعاتنا وأوضاعنا بالأمس كما هي اليوم كل شيء تغير لدينا وتطور وواقعنا يشهد على ذلك ما عدا الفن باستثناء الفنان، أما بقية فروعه فهي خطوات سلحفاة خاصة الدراما التلفزيونية والسينمائية وذلك خوفاً من الفن وفساده علماً ان الفن سلعة كغيره من السلع إلا ان باسمه استباح أناس الفجور وباسمه ايضاً عزز أناس القيم والمبادئ وعرضوا مشاكلهم وحلوها، المشكلة اننا لا نرى سوى الجهة المظلمة ونغمض أعيننا عن الجهة المضيئة المشرقة التي متى ما استغلت بشكل جيد أوصلنا من خلالها الكثير من رسائلنا وأهدافنا سواء لأفراد مجتمعنا أو لمن حولنا في بقاع الأرض.. هناك أفلام ممتازة وهادفة تستحق ان يراها جميع فئات المجتمع دون أدنى خوف من «الفيلم» فمن كفيل بتغيير فكرة ما يسمى بفساد «الفيلم» وليس الهدف من مشاهدة هذه الأفلام مجرد المشاهدة فهي تلعب دورا قويا وفعالا لتربية وتنمية الذوق الفني وتفتح الذهن على آفاق جديدة قد لا تحصل عليها إلا بطلاع ثقافي واسع واحتكاك اجتماعي عميق فضلاً عن ان تغيير فكرة فساد «الفيلم» تفتح الأبواب أمام مبدعينا الذين اخرجوا العمل الفني من قائمتهم حتى لو رغبوه خوفاً من وصمهم بالفساد والعيب ولو دخلوا فيه لكان لهم من صولات وجولات الابداع ما يرضينا في هذا المجال خاصة مع الشغف الشبابي على متابعة الأفلام وليس كل الأفلام بل الأفلام الجيدة ذات المعنى والمغزى والشاهد السفرات للدول المجاورة لمشاهدة الأفلام الجديدة لاسيما ذات السمعة الممتازة.. فلماذا نذهب للدول المجاورة ولا يكون لدينا صالات سينما تتيح لنا متابعة الجديد فحتى القنوات الفضائية عندما تعرض الأفلام التي تسميها عرض أول يكون قد فات عليها سنوات من العرض فما الذي يجبرنا على هذا التأخر ومدننا الفاخرة الراقية بفنادقها وأسواقها ومطاعمها قادرة على افتتاح دور سينمائية. من الخطأ أن نجعل أفكاراً قديمة اتخذت في زمن مختلف ولوقائع مختلفة تسيطر علينا اليوم، ومن الخطأ أن نحكم على شيء دون أن نراه، ومن الخطأ ان نجعل الخوف من ردة الفعل ونحن نعلم اننا لا نفعل محرماً ولا عيباً سبباً في وقوفنا في الصفوف الخلفية.. قد نحتاج للتدرج كما في جميع أمورنا وهذا يقع على عاتق التلفزيون السعودي بأن يعرض أفلاما هادفة من جنسيات مختلفة مثل الايرانية، والايطالية، والتونسية، والصينية وغيرها بهذه الطريقة سيتعرف الناس على الفيلم الهادف النظيف ومن خلال تلفزيونهم الذي يثقون فيه ولكن على التلفزيون ان يراعي عامل الوقت فقد فاتنا الكثير وعلينا أن نسارع لنلحق الركب ولنا مثال على ذلك مهرجان الجنادرية الثقافي الذي يشمل اوبريتاً غنائياً وتمثيلياً وفوق كل هذا العرضة السعودية التي يشارك فيها الملك عبدالله وما هي إلا صورة من صور الفن..