رست سفينة رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم رسمياً على نقل بطولة كأس الخليج ال22 من مدينة البصرة العراقية إلى مدينة جدة السعودية نظراً لعدم جاهزيتها لاستضافة البطولة التي من المقرر لها أن تقام أواخر عام 2014 في ظل تردي الأوضاع الأمنية في البصرة. جاء ذلك خلال اجتماع المؤتمر العام لرؤساء الاتحادات الخليجية الذي عقد أمس بالمنامة برئاسة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، وبحضور رؤساء الاتحادات الخليجية بالإضافة إلى اتحادي اليمن والعراق. وأسند رؤساء الاتحادات الخليجية تنظيم خليجي 23 لمدينة البصرة، وسبق أن أعلن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد عن جاهزية جدة لاستضافة العرس الخليجي في الموعد المحدد لها. واعلنت العراق بشكل رسمي الانسحاب من (خليجي 22) احتجاجاً على منع اقامة البطولة في العراق ونقلها الى السعودية. ويحشد الاتحاد السعودي في لجانه كافة قواه لاستقبال هذا الحدث بافتتاح مدينة الملك عبدالله في مدينة جدة، وتنظيم المناسبة الكروية بصورة تعكس استعادة الرياضية السعودية لريادتها خليجيا وعربيا وقاريا، في ظل المنافسة على استضافة كأس آسيا 2019. وبذل الاتحاد السعودي جهودا كبيرة لاقناع رؤساء الاتحادات الخليجية بنقل البطولة الى المدينة الساحلية خشية عدم استقرار الاوضاع الامنية في العراق خلال الفترة المقررة لاقامة البطولة في العراق، وينتظر ان تبذل الاتحادات الخليجية جهودا حثيثة لاقناع العراق بالاستمرار في المشاركة الخليجية حرصا منهم على ترابط الشباب الرياضي الخليجي. وقال رئيس الاتحاد البحريني الشيخ علي بن خليفة آل خليفة: «تم نقل بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين من البصرة الى جدة، والقرار اتخذ بالاجماع، على ان تقام النسخة الثالثة والعشرين من البطولة في البصرة شرط ازالة الحظر من قبل الاتحاد الدولي». وكان العراق نال حق تنظيم دورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكنها اقيمت في المنامة مطلع العام الحالي لاسباب امنية ولعدم الجهوزية. وعاد رؤساء الاتحادات الخليجية مع اتحادي العراق واليمن واسندوا تنظيم النسخة الثانية والعشرين اواخر 2014 الى مدينة البصرة العراقية. وقام وفد من امناء سر هذه الاتحادات مع لجنة للتفتيش بأكثر من زيارة تفقدية الى البصرية لمتابعة سير الاعمال بالمدينة الرياضية والبنية التحتية الاخرى من فنادق وما شابه ثم رفعوا تقريرا الى رؤساء الاتحادات لاتخاذ القرار. وزاد على ذلك عدم موافقة (الفيفا) في اجتماعه الاخير الاسبوع الماضي على رفع الحظر عن اقامة المباريات الدولية في العراق الذي ما يزال الامن فيه غير مستتب وخصوصا العاصمة بغداد. وكان الاتحاد العراقي تقدم بطلب الالتماس لرفع الحظر الدولي للسماح بإقامة المباريات الودية والدولية الرسمية في العراق الى الاتحاد الدولي لمناقشته في اجتماعه الأخير، ولكن اللجنة التنفيذية للفيفا قررت استمرار حظر إقامة المباريات الدولية في العراق. وكانت قنوات اعلامية عراقية نقلت عن وزير الشباب والرياضة العراقي جاسم محمد جعفر أن مجلس الوزراء العراقي قرر الطلب من اتحاد كرة القدم الانسحاب من بطولة كأس الخليج في حال عدم إقامتها في البصرة ونقلها إلى مدينة جدة. وزارة الشباب والرياضة العراقية اعلنت عن افتتاح مشروع المدينة الرياضية في البصرة الذي كان سيحتضن «خليجي 22» بمباراتين وديتين في 12 الجاري، الاولى بين العهد اللبناني والميناء العراقي، والثانية بين الزمالك المصري والزوراء العراقي. واعتبر الوزير العراقي قرار (الفيفا) اجحافا بحق العراق ووجه انتقادا حادا للأعضاء العرب في اللجنة التنفيذية للفيفا وتحديدا رئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم عندما قال في بيان له «منحناه صوت العراق (في انتخابات الاتحاد الاسيوي) لكنه لم يقف ضد قرار (الفيفا) الاخير». وسعى العراق لاقناع المسؤولين الخليجيين بقدرته على استضافة بطولة آمنة إلا أن التحديات الأمنية لم تكن هي فقط التي تواجهه في سعيه لاستضافة أهم حدث في كرة القدم بالمنطقة. ونقل عن رئيس لجنة المهندسين التابعة للجنة التفتيش الخليجية غانم الكواري قوله: «في يوليو حين تم اعطاء العراق مهلة أخيرة حتى أكتوبر إلا إن المنشآت ليست جاهزة حتى هذه اللحظة». وسعى العراق لاستضافة كأس الخليج في المدينة الرياضية التي تم تشييدها حديثا في البصرة وتضم ملعبا ضخما تبلغ سعة مدرجاته 60 ألف مشجع. والمرة الأخيرة التي استضاف فيها العراق كأس الخليج على أرضه كانت في 1979 عندما أحرز اللقب، ومن المنتظر اقامة النسخة المقبلة من كأس الخليج في اواخر 2014 بدلا من يناير 2015 الذي سيشهد نهائيات كأس آسيا في استراليا.