رحل شيخ الوفاء العم صالح بن عبدالله الحماد، رجلاً أحب الخير وأحبه الخير همه الاصلاح، له من اسمه نصيب، قدم الكثير والكثير، عندما كان أميراً لعفيف لأكثر من أربع عشرة سنة من عام 1364-1378ه من يقرأ التاريخ يعرف كيف كانت إمكانية الدولة في ذلك الوقت اقتصادياً وتعليمياً واجتماعياً وسياسياً، ومن يعرف عفيف ويعرف الثقافة الاجتماعية والايديولوجية في هذه المنطقة ويدرك ان اختيار الملك عبدالعزيز رحمه الله لهذا الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب، يحقق أهدافاً كثيرة. عفيف حولها الكثير من الهجر وموارد المياه وثقافة الأخذ بالثأر لأتفه الأسباب وأمور كثيرة استطاع هذا الإنسان ان يحقق مفهوم الاصلاح والعدل بين القبائل بل ما يحدث بين القبيلة الواحدة، وما يحدث على موارد الماء في هذه المنطقة. حل الكثير من المشاكل وكذلك الخلافات في وجهات النظر بين الحاضرة والبادية في ذلك الوقت الكل يقبل منه وينصت له ويستشيره يحكم لهذا ويمنع هذا ويصلح بين هذا وذاك ثم يدعوهم إما لغداء أو عشاء في مبنى الامارة يحب ذلك ويحرص عليه دائما وما يوجهه به، نصير للخير ليس له مصلحة الا ارضاء الله أولاً ثم خدمة الوطن. كان أنيساً في المجالس صاحب طرفة ورواية يردد الأمثال الجيدة والقصائد ذات الحكمة والفائدة يحب مجالسة أصحاب المعرفة والعلم والحكمة، وكان محباً للطائف يقضي فيها فترة الصيف، وكان رفيق درب لوالدي يرحمهما الله وكان والدي يحدثنا عنه كثيراً، إلاّ أنه بعد موت والدي لم يصيف في الطائف. ظل يرحمه الله بعد تقدمه في السن وثقل حركته فاتحاً قلبه وبيته لمحبيه همه الاصلاح وحب الخير مطالباً أبناءه بأن يساعدوا الناس ويقفوا مع صاحب الحاجة وله باع كبير في الشفاعة الحسنة وفي توظيف كثير من الشباب، وكان لا يحب ان يرى الشباب بدون عمل. طوبى لهذا الرجل الفذ الكريم وأعماله الإنسانية ومسيرته العطرة. أسكنه الله فسيح جناته ووالدينا وجميع المسلمين.